اليوم، الغد.. الأمس، ثالوث يشجي ويفضي إليّ بتاريخ الهوى، اليوم معايشة وهيام، وفي الأمس ذكرى وشوق، وفي الغد أمل وتوق للحياة منذ صباي والهوى يستفزني. في جنباتي نصل ذكرى وجفوة تدمي، يحدوني الأمل أن أعيشها مدللاً حتى أتوسد راحتي في لحدي. قلت للنفس مرة - وما أكثر ما حادثتها - ويحك نفسي تطاردين اللوم من حيث تدرين ولا تدرين!.. متى تكون نهاية العذاب من عيش ناعم؟ وتمضي الأفكار وتجني من الصخر شوكاً، وما كل نفس تستطيع أن تطال سحره، بيد أن نور الحياة ينهل منه العارفون بالكد والعمل. قالت لي نفسي في حكمة بالغة: ماذا تريد مني؟ وما مرامك؟ أتود أن تثنيني عن دربي الصعب المؤرق؟ أثرنا كل نعمة فأثرت الشقوة تفضي بك إلى قمم خضر. قلت: رُبَّ غريق تمنى السلامة في قشة يتعلق بها، فالقناعة كنز، فارضي بما أنت عليه صونا لنفسك ودعيني وشأني أسلك طريقي بأشواكه وظلمائه، انني راضٍ بآلامي أتجرعها في تلذذ.