اليوم، الغد ..الامس، ثالوث يشجي ويفضي الى التاريخ، اليوم معايشة وهيام، وفي الامس ذكرى وشوق، وفي الغد امل وتوق للحياة منذ صباي والهوى يستفزني، في جنباتي نصل ذكرى وجفوة تدمي، يحدوني الامل ان اعيشها مدللاً حتى اتوسد راحتي في لحدي .. قلت للنفس مرة - وما اكثر ما حادثتها - ويحك نفس تطاردين اللوم من حيث تدرين ولا تدرين ..متى تكون نهاية العذاب من عيش ناعم؟ وتمضي الافكار وتجني من الحصراء شوكاً، وما كل نفس تستطيع ان تطال سحره، بيد ان نور الحياة ينهل منه العارفون بالكد والعمل . قالت لي نفسي في حكمة بالغة : ماذا تريد مني؟ وما مرامك؟ اتود ان تثنيني عن دربي الصعب المؤرق؟ اثرنا كل نعمة فأثرت الشقوة تفضي بك الى قمم خضر . قلت : رب غريق تمنى السلامة في قشة يتعلق بها فالقناعة كنز، فارضى بما أنت عليه صوناً لنفسك ودعيني وشأني أسلك طريقي بأشواكه وظلماته، انني راضٍ بآلامي اتجرعها في تلذذ . ص . ب 52986 جدة 21573