** هذه – الكويت – التي أراها من نافذة الطائرة مدينة هادئة لا يعكر صفو سمائها شيء من ذلك "الطوز" الذي اعتاد ان يأتيها في فصل كل صيف فيحيلها الى لهب من السموم الحارة وتلك "الاتربة" التي تملأ العيون بذرات التراب، انني أراها اللحظة بهذه الغيوم من السحب التي تظللها فتعطيها غلالة من حرير شفاف كأنها عروس تنتظر الى لقاء احبتها من قادة الخليج، فهذه الاعلام – الخليجية – المنتشرة على امتداد الشارع الطويل الذي نقطعه من المطار حتى فندق الشيراتون، تجعل قلبك يخفق بل يكاد يطير من "قفصه" وانت ترى هذه "البيارق" فهي "بيارق" أمل يلوح في الافق من خلال هذه السحب الملبدة لعالمنا – العربي – هذا العالم من حولنا ينظر الى هذه – المدينة – اليوم بمختلف النظرات فهناك النظرة الصادقة والداعية بنجاح هذه القمة وهناك النظرة الشامتة التي لا ترجو الا فشل هذه – الكتلة – المترابطة المتصالحة مع نفسها ومع شعوبها، وهناك من ينظر اليها نظرة معتدلة. هذه الكويت – مدينة – الحراك الاجتماعي التي تعيشه منذ زمن، وهي المدينة التي في حاجة ان يكون حراكها في تكريس وحدتها بعد ان مرت بأقسى مراراتها، انها في حاجة الى الالتفاف حول قادتها لا ان يترك البعض لرغباتهم الخاصة من خلال هز صورة الكويت العزيزة الغالية. اليوم تعيش يومها البهي رغم كل كتل السحب التي تغمر ما حولنا من عالمنا العربي، الكويت اليوم تنهض بين هذا الصراخ الذي يملأ شاشاتنا التي تحولت الى اداة افساد للعلاقات بين الدول وبين الشعوب مع الاسف. تحيا الكويت بيتاً عربياً في بنيانه وعطاءً دائماً لأمته.