من فضل الله على عباده المسلمين أن أنعم عليهم بالعبادات المشروعة صلاة وصياما وحجا وأياما وشهورا مباركة وزكوات وصدقات وكلها مواسم طاعات، ما يجعل حياة المسلم كلها طاعات لمن يغتنمها تقرباً إليه سبحانه. وشهر ذو الحجة جعل الله فيه فضلاً عظيماً بشعيرة الحج لمن استطاع إليه سبيلاً قال عز من قائل:" وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "... والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". وفي الرحاب الطاهرة يقف الحجيج على الصعيد الطاهر مهللين مكبرين داعين الله التوبة والمغفرة ، وقد استقبلتهم هذه البلاد الطيبة بالترحاب وجندت من أجلهم الطاقات البشرية وأفضل الخدمات وأضخم المشروعات والمرافق ليؤدوا مناسكهم في أمن ويسر وطمأنينة في أمنهم وسلامتهم وصحتهم ومعيشتهم وتنقلاتهم ، ويقود مليكنا خادم الحرمين الشريفين وولاة أمرنا حفظهم الله هذه الجهود الكبيرة في أداء مسؤوليات هذا الشرف العظيم في خدمة حجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة . ولا شك أن للحج موجبات ليتقبله الله من عباده الذين أتوا من كل فج عميق ويباهي الله بهم ملائكته في مواكب الإيمان على الصعيد الطاهر بلباس واحد ورداء التقوى ووحدة الإيمان التي جمعت هذه الأعداد الغفيرة من أجل الحج المبرور والذنب المغفور بإذن الله .لذا عليك أخي الحج وأنت في الرحاب الطاهرة وفي كل مكان تتواجد فيه وتنتقل إليه اجعل الحج المبرور غايتك بعيداً عن كل ما ينقص من أجرك الذي من أجله جئت فهذا موسم عظيم من مواسم الخيرات والمغفرة ، فاحرص على البر والتقوى والإخلاص في العبادة وحسن المعاملة والانشغال بالطاعات دون أي ما يعكر عليك صفو هذه الشعيرة العظيمة وهو الحج المبرور . قال تعالى { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} فإن من تعظيم هذه المناسك أن تجتنبوا ما حرَّم الله عليكم من المحرمات العامة من الفسوق بكل أسبابه ومظاهره والجدال وتسييس الحج والحديث بما لا خير منه ولا خير فيه لأنه يشغل القلب والعقل عن ذكر الله، وما لهذا أتيتم. فعليك أخي الحاج بالتقوى واللين والصبر وحسن المعاملة والتعاون مع الجميع خاصة الآلاف من أبناء هذا البلد الطيب الذين يؤدون رسالتهم في خدمة ضيوف الرحمن من أجل سلامتكم وحسن الاستفادة من الخدمات والمرافق كذلك التوعية الصحية والالتزام بما يحفظ للحاج سلامته من الأمراض خاصة الالتزام بالتعليمات الصحية الموجبة التي تسهر عليها الجهات المعنية من وزارة الصحة واتخاذ التدابير والحيطة اللازمة للوقاية وعدم الإهمال عند ظهور أية أعراض تعب ، فقد وفرت المملكة من خلال وزارة الصحة المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة فوقايتك أخي الحاج وصحتكم هي الغاية التي تسهر عليها الأجهزة المعنية حتى تعودوا إلى دياركم وأهليكم بسلامة الله وقد أديتم المناسك في أجواء من الطمأنينة. إن الامتثال أخي الحاج وأختي الحاجه ، بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه والحرص على التقوى والطاعات إنما فيها خير كثير خلال المناسك فاجعلوا هذه الفرصة العظيمة منهاجاً للحياة طوال العمر لتفوزوا بالدارين. وهي الامتثال مطلقا بفعل الأوامر واجتناب النواهي، والحرص الدائم على مكارم الأخلاق وتعويد على الصبر، والرفق واللين والتواضع والتسامح. نسأل الله تعالى لكم السلامة والعافية والقبول وأن يتم عليكم هذه النعمة والعودة السالمة الغانمة بالحج المبرور والذنب المغفور بإذنه تعالى . حكمة: قال تعالى: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا). للتواصل 6930973 02