كنت في الطائف وفي (قروى) وفي البيت الجديد لمعالي الشيخ محمد سرور الصبان الامين العام لرابطة العالم الاسلامي وفخامة الرئيس او نائب الرئيس الشيخ محمد امين بوغرا ودولة الرئيس عيسى يوسف البتكين رئيس الوزراء ومعي السيد الشيخ صالح اوزوجان عضو البرلمان التركي وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي والسائق الشيخ محمد سعيد العامودي كان الجو لطيفا بدأ الرئيس محمد امن يتحدث عما يريده من مؤتمر الرابطة وبيده ورقة من عدة صفحات لعلها كانت باللغة التركية اللاتينية ذات الحروف التي استعيضت عن الحروف العربية ولنقل انها كانت مسودة القرارات المؤيدة لحق الشعب التركستاني الموحد اي لا اعتراف على الواقع الروسي ولا واقع الاحتلال الصيني وتغير مسمى تركستان الى سيككغ وقد ايد مشروع مسودة القرار عيسى يوسف البتكين وشهد على ذلك اخي صالح اوزجان واعلمني اخي الاستاذ عبدالكريم نيازي - رحمه الله - الصحفي اللامع ان هناك مؤامرة على قضية تركستان وانني ارتب مع المجموعة قيام دولة في المنفى على الاراضي السعودية قلت ارجوك يا استاذ عبدالكريم لا تنشر مثل هذا الخبر يودي الى مزيد من الانقسام قال لماذا لا يحسب في التشكيل الوزاري اسماء من المقيمين على الاراضي السعودية أكدت له مجددا ان وجودنا يعود الى ا ن معالي الشيخ محمد سرور الصبان يجتمع بكل الاطراف بعيدا عن تدخل البعدين عن القضية التركساتينة واعلمت معالي الوالد الشيخ محمد سرور الصبان فابتسم وقال اكمل مع الجماعة على بركة الله ولينزلوا الى مكةالمكرمة ويجتمعوا الى سماحة الحاج السيد أمين الحسيني ومعالي الاستاذ علال الفاسي وإن رأوا اعادة عرض القرار على لجنة الصياغة. انقل صفحات من كتاب او رواية نجيب كيلاني عن قضية تركستان اثبتها لنرى اهتمام العالم العربي والاسلامي بقضية مسلمي تركستان الغربيةوالشرقية والمساحة المعطاة في ضمير الامة المدينة المقدسة تكتظ بحجاج بيت الله الحرام، وحول الحرم المكي خلق كثيرون من شتى الأجناس والألوان، السود القادمون من إفريقيا، والبيض القادمون من أوربا وأمريكا، والوجوه الصفراء المميزة التي أتت من أقاصي آسيا، والعرب والعجم كلهم يسيرون في مواكب متدفقة يهللون ويكبرون، ويطوفون بالبيت العتيق، أو يهرولون بين الصفا والمروة، أو يصلون في مقام إبراهيم، ويتسابقون لشرب قطرات من ماء زمزم، هنا في هذه البؤرة المقدسة يلتقي الناس إخوة من كل فج وصوب، تباينت لغاتهم واختلفت ألوانهم، لكن شيئا واحدا يجمعهم... الإيمان بالله ورسوله وكتابه...وبعد أن أديت صلاة الظهر... اتجهت إلى البيت الذي أقيم فيه بمكةالمكرمة، وفي طريقي دلفت إلى بعض الأزقة.. هناك تباع المسابح والسجاجيد الصغيرة للصلاة، والطواقي المزخرفة والأدعية الشريفة، وجلست في حانوت صغير، نظرت إلى وجه التاجر الذي يبدو أنه قد تخطى السبعين من عمره، لم يكن عربيا... هذا واضح من ملامحه ولون وجهه، ولكنة خاصة في كلامه، قلت وأنا أمسك بين أناملي بعدد من المسابح الجميلة: من أي البلاد أنت؟ سدد إلي نظرات يوشيها الحزن والأسى وقال: من بلاد الله الواسعة.. أعرف.. فأي هذه البلاد تقصد؟ من تركستان. فكرت قليلاُ ثم قلت: أهي بلاد ملحقة بتركيا؟؟؟ وعلت ابتسامته الساخرة ظلال كآبة وقال: المسلمون لا يعرفون بلادهم، ما هي صناعتك؟ طبيب من مصر. أفي بلاد الأزهر الشريف ولا تعرف تركستان؟؟؟ حسناً... لا شك أنك تعرف الإمام البخاري والفيلسوف الرئيس ابن سينا والفارابي، والعالم الجهبذ البيروني.- إنني أعرفهم... هم من بلادي...وشرح لي الرجل واسمه "مصطفى مراد حضرت" ما هي التركستان، وأخبرني أن التركستان تقع في أقصى الشمال، وأنها قد انقسمت بفعل الاستعمار إلى تركستان شرقية وأخرى غربية، وأن الروس قد احتلوا تركستان الغربية وضموها إلى اتحاد الجمهوريات السوفيتي، وأن تركستان الشرقية قد احتلها الصينيون من قديم، وضموها إليهم وسموها سنكيانغ – أي الأرض الجديدة – وأن الشيوعية قد نشرت جناحيها على تركستان شرقها وغربها. ج0500613189