انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ إبراهيم بن محمد الراقدي يوم الأحد 11-11-1432ه بعد معاناة من المرض الذي استمر معه لما يزيد على عشر سنوات فكان صابراً محتسباً عن عمر ناهز التسعين عاماً قضاها في خدمة الدين ثم المليك والوطن. وهو أحد أعيان مدينة أبها ووجهائها، وصلي عليه صلاة الجنازة بعد المغرب من اليوم نفسه في جامع الموصلية بأبها وشيعته إلى قبره أعداد غفيرة من أبنائه ومحبِّيه وعارفي فضله وهذه بمشيئة الله سبحانه من عاجل بشرى المسلم مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مئة فيشفعون له إلاَّ شفعوا فيه). حديث صحيح في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وسنن النسائي عن أنس وعائشة رضي الله عنهما. وكان رحمه الله قدوة حسنة في الصلاح وسداد الرأي وفعل الخير والإصلاح بين الناس، وقد مارس العمل الوظيفي بمحكمة أبها الكبرى لمدة تزيد على أربعين عاماً كاتباً للضبط مع فضيلة الشيخ القاضي العالم إبراهيم الراشد الحديثي رحمه الله وأفاد فائدة كبيرة من ملازمته للشيخ علماً وسمتاً وأسلوب حياة ثم تفرغ بعد تقاعده لأعماله التجارية الخاصة وظل طوال حياته مثالاً للمواطن الصالح المحب للناس بتواضعه وبشاشته وكرم نفسه وأمانته وصدق تعامله. وخلَّف أبناءً بررة ربَّاهم فأحسن تربيتهم على الدين والأخلاق الرفيعة والشهامة والرجولة فأصبحوا قدوات في الخير ومشاعل مضيئة في المجتمع ويأتي في مقدمتهم نجله الأكبر المربي الفاضل الأستاذ مهدي بن إبراهيم الراقدي وهو أستاذي القدير الذي أعتزّ بتدريسه لي في المرحلة الثانوية عام 1391ه وقد نهلت من تدريسه العلم الغزير ومن أخلاقه الكريمة الأخوة الحميمة والحب والتواضع الجم. ويأتي من بعده من أبناء الفقيد رحمه الله الأخ أحمد بن إبراهيم الراقدي وهو رجل أعمال ناجح وصاحب مبادرات طيبة وأخلاق كريمة ثم الأخ محمد بن إبراهيم الراقدي وهو معلم قدير من منسوبي إدارة تعليم البنين بمنطقة عسير ثم الأخ يحيى بن إبراهيم الراقدي. وإني لأشاطرهم الحزن والأسى لهذا المصاب الجلل بوفاة والدهم الشيخ إبراهيم بن محمد الراقدي وأقدم لهم التعازي الحارَّة.كما أقدم التعازي بذلك لإخوان الفقيد الأخوال الأعزَّاء علي ومهدي وسليمان وعبدالعزيز آل الراقدي ولأخويه من أمه العم هادي وأخيه حسن ولجميع أفراد أسرتهم الكريمة في مدينة أبها ورجال ألمع سائلاً المولى سبحانه أن يغفر لفقيدنا ووالدنا الحبيب وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما أصابه من المرض والألم في موازين حسناته ورفعة في درجاته وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. وأختم كلمتي هذه بأبيات شعرية في رثاء الفقيد وتعبر عن بعض مناقبه الجميلة وعن مشاعر الحزن التي ألمت بي حيث أقول: جلَّ المصاب بفقد شيخ ماجد رجل المواقف عميد آل الراقدي ذاكم أبو مهدي ونعم مواطن أسر القلوب بهيبة ومحامد تقوى وإيماناً وحسن تواضع وسداد رأي في حصافة راشد وبشاشة عند اللقاء بمجلس وجمال أسلوب الحديث السارد يا رب فاغفر للفقيد برحمة تغشى ثراه وأنت ارحم ماجد وأنله منزلة الكرامة والرضا في جنة الفردوس والنعيم الخالد واجبر عزاء ذويه بالصبر الذي يشفي المصاب وكل عبد ساجد