كل عام وأنتم بخير مقدماً أقولها بعد أن مضت حوالى عشرين يوماً من الشهر الكريم الذي تسارعت ايامه ولياليه بدون أن نشعر وقد بقيت عشرة ايام يتزاحم الناس خلالها على الاسواق لشراء احتياجات العيد الذي تحول مع تسارع الزمن الى زر في الريموت كنترول تضغط عليه لترى وتشاهد كل شيء امامك بل يمكن ان تستعين عن طريق الشاشة على شراء كل احتياجاتك وانت جالس في منزلك ولم تعد للشراء والتسوق في رمضان تلك البهجة والفرحة التي كانت عليها في ازمنة مضت.كان الشراء وتفصيل ثوب العيد أكثر من فرحة. ولم يغمض لي جفن حتى اتأكد أن "جزمة العيد" قد تم اختيارها بعناية فائقة تطلبت مني ان الف وادور على معظم محلات الاحذية الشهيرة الى ان وجدت مطلوبي والمقاس الذي يناسبني. في الوقت الحاضر ليس لثوب العيد عند البعض تلك السعادة والبهجة والدواليب مليئة بالعديد من الاثواب الجديدة والمتنوعة طوال العام بينما زمان كان من يستطيع ان يحصل على ثوب واحد في العام يعتبر من الاسر الميسورة أما حذاء العيد فهو امر يتطلب عدة اجتماعات وتداولات حتى يقتنع رب الاسرة بشراء الحذاء الذي لا تزيد قيمته عن عشرة ريالات خاصة لواحد يتيم مثلي ولا زلت اذكر ذلك المشوار الذي أقطعه مشياً على الاقدام قرب اذان الفجر من حي الشرفية إلى البلد شارع قابل لشراء جزمة العيد التي لم يوافق على شرائها رب الاسرة - مربيني - الا بعد جهد جهيد وتوسط احدى زوجاته حتى وافق بعد ان رأى عيوني قد تحجر الدمع في مآقيها. كان العيد له طعم آخر وكان له فرحة أخرى لأن شراء كل احتياجاته تتم بصعوبة وحسب امكانية كل اسرة في ذلك الزمان وأكثر الاسر امكانياتها كانت متواضعة جداً حتى ان بعض احتياجاتي من الملابس الداخلية في العيد اشتريتها من مصروفي الذي اقتسطته خلال العام والذي لم يزد عن خمسة ريالات اشتريت منهما فنيلة وسروال وطاقية ووفرت منها ريالاً استعدادا للعب المرجيحة في أول صباح العيد في حي العيدروس حيث تتجمع جميع الالعاب في العيد هناك. كان للعيد طعم ونكهة غير طعم ونهكة الآن لكن كل يعيش زمنه نحن الكبار نجتر تلك الذكريات على زمن مضى ولن يعود وصغار وشباب يعيشون زمنهم الحاضر امام الشاشة والريموت وكل منا يدعي أن زمنه افضل والحقيقة أولاً واخيراً الايام والليالي تسرق الجميع إذ لم يسعد كل منا بلحظات الفرح بعد انطلاق مدفع العيد.