نمر اليوم بمنعطف خطير يكشف عن الوجهة الحقيقية لمخالب وأنياب الإرهاب وجرائمه النكراء. وهذا ما أكده وقوع العدد الأخير من الإرهابيين في يد العدالة وهي الدفعة التي ضمت 44 إرهابياً تبين أن معظمهم يحملون مؤهلات عالية بين الماجستير والدكتوراه ويتميزون بتخصصات علمية مكنتهم من صنع أعمال التوصيلات الكهربائية بدقة هندسية غاية في الإنجاز والتكنولوجيا مما ضلّل أجهزة الكشف عن المفرقعات. لا شك أن هذا المنعطف التاريخي في عصر الإرهاب يتطلب منا ككُتاب ومحللين إخباريين أو صحفيين أن نمعُن النظر طويلاً في هذا المنعطف والتوجه الجديد للقاعدة واستغلال بلادنا وعقول شبابنا النابهة والتركيز على محاولة النيل من نظامنا الحاكم وبالتالي بلاد الحرمين الشريفين التي عُرفت بأمنها واستقرارها وتمسك مجتمعها بقيادته. إن هذه الفئات لا تستطيع مهما أُوتيت من قُوة أن تزعزع قلوبنا عن حُبنا لبلادنا وقيادتنا ولا تستطيع أيضاً تحويل عزيمتنا تجاه تلاحمنا أو الإخلال بثقتنا بأرضنا لأنهم يعلمون تماماً بأن ولاءنا لقيادتنا كبير لا تُثنيه قوّة ولا تزحزحه عزيمة لذا فهم ينشدون من خلال جرائمهم والقلاقل والاضطرابات في مجتمعنا السعودي المحافظ؟. إن ما يحدث في بلاد الرافدين وأفغانستان واليمن وغيرها جميعها تُدين لأعمال إرهابية وقد نسوا أن شعب بلاد الحرمين يُمثل قوة كامنة لا ترضخ لأي محتلٍ أو مخادع أو متسيب وهذا ما يثبته التاريخ على مرّ العصور الماضية، لذا فدعمنا لرموزنا وقيادتنا لا يتطلب منا أن نستخدم (أسلوب النعيّ) في المدح ولا ذكر المحاسن كما سمعنا وقرأنا ولكن يتطلب منّا أن نضع أيدينا في أيدي بعض ونشبك ما بينهما وما بين قبضتها. بمعنى يتطلب التعاطف الاجتماعي لقضيتنا ووطنيتنا وحماية عقيدتنا من كل عابث بأمننا واستقرارنا. فتوحيد الأدوار اليوم يعكس فشل هذه الزمرة وغيرها، فمجتمعنا يفرض علينا أن نكون أقوياء وأمناء على إنجازاتنا ومقدراتنا وحماية أرضنا ومقدساتنا، فتسلل القاعدة إلى أرض اليمن السعيد سهّل على المخربين الإرهابيين التسلل إلى دول الخليج تهدف العبث بأمنها واستقرارها، فيجب على هذه الدول مجتمعة التكاتف في تطهير اليمن من الشرذمة المخرّبة فتاريخ بلادنا العزيزة يرفض الاحتلال والاستعمار. نقول لسمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية امضِ في مهامك الأمنية دون مبالاةٍ ولا حاجة لنا اليوم في تعديد محاسنك أيها الأمير، فأنت صمام أمنٍ وأمان لبلادك ومجتمعك ورسالتك لا تقبل المساومة أو الانحياز أو التعاطف ولا يزيدنا الإرهاب سوى قوة وإيمان وتصميم على استئصال شأفته من أرض بلاد الحرمين الشريفين. كما نقول لهؤلاء المنتمون للأسف الشديد لهذه الأرض الطيبة، هل رأيتم شخصاً أوروبياً مهما كان مستواه وتعليمه يُفجر نفسه ويخرّب بلاده ويسيء للآخرين!؟. علينا أن نكون أكثر إدراكاً لواجبنا وواقعنا وحاضر قضايانا وقضايا مجتمعنا وأمتنا.