من المؤسف والمحزن أن ينعت شبابنا ومجتمعنا بالإرهاب. وأن يتمكن هذا الداء الخبيث من عناصر إسلامية عربية تعيش في بلاد الإسلام والسلام. في بلاد بزوغ شمس الحضارة والإيمان والدعوة إلى الله في وئام وسلام. إن واجبنا كبير ومسؤولياتنا عظيمة اتجاه نشر الإسلام والدعوة إلى الله وإقامة شرائعه. من المفترض أن يكون شبابنا دعاة أمن وسلام في عالم يعجُ اليوم بالغوغائية والفرقة والغدر والانقسام والقتل والتدمير. إن ديننا يفرض علينا أن نكون مقياس للحضارة والوفاق والسلام. إن المسؤولية على عاتق شباب بلاد الحرمين الشريفين كبيرة يفرضها عليهم دينهم وموقعهم الإسلامي وتربيتهم وشهامتهم التي تلقوها في أرض أروقة الحرمين الشريفين. إن ما نعيشه اليوم يدعو للقلق والاشمئزاز لمجرد سماعنا بأن أبنائنا يحملون أحزمة ناسفة أو يزرعون المتفجرات في أجسامهم أو يساهمون في تخريب بلاد جيرانهم ويساعدون في قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء. إن هذا مدعاة للقلق وعدم الارتياح. أهذه شهامتنا العربية وأصالتنا الفكرية؟ هل هذا ما أخذناه عن أئمتنا في الإسلام ومشائخنا وسماحة ديننا الحنيف؟! والله إنه لمن العار علينا أن نُخرّب بلادنا ونقتل رموزنا ونغتال قيمنا ومبادئنا وإنسانيتنا بأيدينا. اللهم اشهد بأننا براء مما يعمل سفهائنا وشرارنا. لا شك أنه عمل غير صالح. إن إقدام أحد الإرهابيين على محاولة إغتيال أحد رموزنا المسؤولة في حد ذاته يعتبر تجني على العدالة والقوانين والأنظمة ورموزها. كما يدل على الحقد والكره والغدر الذي يعصف قلوب الفئة المنحرفة الشاذة الآثمة المتحللة من كل قيود العزة والشرف والكرامة والشهامة والمروءة. إن هذه الشرذمة لاشك أنها تريد الإطاحة بنظامنا ودستور حياتنا وتغيير حكّامنا لا لشيء سوى لتعم الفوضى ويدب الشقاق والانحراف والانقسام بين أفراد مجتمع بلاد الحرمين الشريفين. هذه الفئة الآثمة أرادت استغلال طيبة وشهامة وعدالة حكام هذه البلاد واستغلال سياسة الباب المفتوح والصدر الحنون في استقبال كل محتاج وكل مطلوب وحتى كل آثمٍ لبلاده وقيادته. لاشك أن حكمة ولاة الأمر في هذه البلاد في استقبال مواطنيهم وفتح قلوبهم للصغير والكبير حمتهم من كل مكروه وسوء وسخّر الله لهذا الآثم أن يتعثر قبل وصوله لهذا الرمز القيادي المسؤول فوقع في شر أعماله ونال سوء خاتمته. لاشك أن هذه الشرذمة تسيء لبلادها وبني جنسها فلم يُعجبهم أن تكون أبواب رموزنا وقيادتنا مشرَّعة ومفتوحة. أرادوا الإساءة لرموزنا فرد الله كيدهم في نحورهم. إنهم بهذا يسيئون لكل راغب في مقابلة المسؤول ويضعون أمام غيرهم عراقيل روتينية سوف تحدُّ من تسلسل المغرضين والمخادعين والمتجنين على أنظمتنا وقيادتنا ورموزنا. نقول لسمو الأمير محمد بن نايف – حفظه الله- مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية سلمت أيها الأمير من كل سوء لقد عصمك الله من شر الأشرار بحسن نيتك وسلامة مقصدك. فكنت دائماً الناجي من حقد الحاقدين وغدر الغادرين. فامضي أيها الأمير الصنديد في مكافحة الغدر وحماية القانون وسلامة البلاد والعباد من كل معتدٍ أثيم. إننا نستنكر معكم أيها الأمير هذا العمل الإجرامي تجاه المسؤولين في بلاد الحرمين الشريفين. ونسأل الله جلت قدرته أن يحمي بلادنا وقيادتنا من كل شرور الأعداء المتربصين بأمننا وسلامة أرضنا.