صديق تعرفت عليه عبر الشبكة العنكبوتية هو شاب عربي مسلم من احدى دول الشمال الإفريقي ويقيم في فرنسا وقد سألني النصيحة عن اعتزام والديه أداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك بعد أن تناقلت وسائل الإعلام كما يقول أخبارا عن انتشار وباء انفلونزا الخنازير بين المعتمرين القادمين إلى الأراضي المقدسة فأجبته أن كل هذه الوسائل الإعلامية التي تهرف بمالاتعرف هي وسائل مضلِّلة بكسر اللام مع شدها وهي أيضا مضلَّلة بفتح اللام مع شدها فلا شيْء لدينا يدعو للقلق فكل الأمور مطمئنة ولله الحمد وضيوف بيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم يتدفقون بالألوف صوب الأراضي المقدسة تملأ الطمأنينة قلوبهم فقائد هذه البلاد حفظه الله يتشرف بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين وكل شعب هذه البلاد الطاهرة هم في خدمة ضيوف الرحمن وهم يعرضون كافة الخدمات على هؤلاء الضيوف مجانا ابتغاءً للأجر والثواب وهاهي حملات افطار صائم التي تجوب الشوارع والطرق العامة تقدم الولائم والوجبات الرمضانية وهاهي المساجد وقد افترشتها موائد الرحمن في كافة مساجد مملكتنا مملكة الإنسانية امتثالا لقوله تعالى "إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولاشكورا " وذكرت صديقي بأنه يفد إلى بلادنا على مدار العام مواطنو أكثر من مائة دولة في العالم وفي بعض هذه الدول تستوطن الأمراض والأوبئة المختلفة وبمجرد قدومهم إلى المنافذ الجوية والبحرية والبرية تقوم الجهات الصحية بإتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الجرعات الدوائية العلاجية منها والوقائية من أحدث ماتوصلت إليه مختبرات الأدوية في العالم وهي أمور قد لاتتوفر في بلدانهم الأصلية ولقد قمت شخصيا بجولة تطوعية على أحد المنافذ الجوية والتي يفد إليها ضيوف الرحمن ورأيت بأم عيني مدى الإستعدادات التي توفرها الأجهزة الصحية وضيوف الرحمن فوجدت أن القادمين يحظون بالعناية الفائقة من قبل الجهات المختصة كما أن القادمين الذين يحملون فيروسات انفلونزا الخنازير من بلدانهم يعالجون في أرقى المستشفيات الخاصة وعلى نفقة مملكتنا الغالية تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بهذا الصدد ونصحت صديقي بأن لايستمع كثيرا للإشاعات المغرضة التي تستهدف بلادنا ومقدساتنا وتساءلت لماذا لايوجهون أبواقهم إلى الدول التي استشرى فيها المرض بعنف ففي مدينة نيويورك لوحدها أكثر من 800 ألف مصاب بهذا الوباء اللعين كما أعلنت اليابان أنها تتوقع مع قدوم فصل الخريف والشتاء أن يرتفع عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير هناك إلى 25 مليون مصاب وفي الصين تظهر يوميا أكثر من ألفي حالة جديدة من هذا المرض فلماذا لم تعزف أبواقهم الإعلامية على هذا الوتر وذكَرت صديقي الشمال افريقي بأن هذه الأراجيف ليست حديثة العهد فهي موجودة منذ ظهور الدعوة المحمدية فعند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا مكة أشاع مشركو قريش أن المسلمين قادمون من المدينة وقد أنهكم وباء الطاعون وأنهم سوف يلقون حتفهم على بطحاء مكة ولكن عند قدوم المسلمين الديار المقدسة أمرهم صلى الله عليه وسلم أن يرملوا عند السعي مابين الصفا والمروة فلم ير المشركون إلا أسودا كاسرة تمشي على رجلين وهذا رجاء إلى تلفزيوننا العزيز بأن ينقل يوميا وعبر قنواته رسائل قصيرة عن استقبال المعتمرين في المنافذ الحدودية والرعاية الفائقة التي تقدم لهم وأن ينقل لنا مشاعر المعتمرين والزائرين القادمين إلى هذه الديار المقدسة حتى يدحضوا هذه الأقاويل وهذا الإعلام المأجور الذي لايريد بنا وبشعائرنا خيرا والله المستعان. وقفة وطني أحببتك ياوطني حبا لله بلامننِ وطني أحببتك ياوطني حبا في السر وفي العلنِ وسأبذل روحي ترتهن فدا الحرمين نعم الثمنِ وطني توجك الرحمن تاجا في غرة الزمنِ وستبقى مرفوع الرأس مدى الأزمان أبدا ولاتهنِ وطني رعاك الله ياوطني وحماك من شر الفتنِ