ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدم شهر رمضان المبارك قائلاً في كلمات موجزة وعظيمة المغزى والمعنى " أتاكم رمضان سيد الشهور فمرحباً به وأهلاً " . حقاً إنه سيد الشهور ففرصة عظيمة ونعمة كبيرة وبالصوم تزكو النفوس وتستقيم القلوب وتنتعش الأبدان من أسقامها، ويهذب النفس ويعلمها الصبر ويدربها على المشاق وتحمل الصعاب، وهو سبيل إلى التقوى التي هي سر الصيام ليصل الصائم في النهاية إلى غاية مقصودة يدركها في نفسه فيمتلئ نوراً في روحه وشفافية في وجدانه واشراقاً تسبح به في عالم الروحانيات والتجليات .ومنهنا يقول الصادق المصدوق لو تعلم أمتي ما في رمضان من الخير لتمنت أن تكون السنة رمضان " . وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك .شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا .منتقارب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه .ومنأدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه .وهوشهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، ومن فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ،وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء .قالوا يا رسول الله : ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم قال يعطى الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن .وهوشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له واعتقه من النار " . وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لصيام هذا الشهر وقيامه وأن ينصرنا على أنفسنا وعلى شهواتنا ورغباتنا .وأن يجنبنا الزلل وهو حسبي ونعم الوكيل وإلى اللقاء ..