اختلطت العادات والاعراف الاجتماعية بأحكام الدين وبالواجب والمفروض ليصبح مانراه ومانسمعه أمراً نافذاً وشيئاً مستهجنا لايقبل ولاينتسب لديننا بل يكون مايفعله البعض وللأسف المسلمين شيئاً خارجاً عن الاحكام وبعيداً عن السماحة والقيم الموجودة داخل آدميتنا التي تتجاوز عن الاخطاء وتتعالى عن أفعال السوء طالما الاسلام موجود، فالاسلام واضح التعاليم واجباته معروفة واركانه اساسية واحكامه صريحة فهي لاتحتاج الى اجتهادات ولا الى لغط في تطبيق تلك الاحكام بل يكون فيها الرحمة مع العقوبة في حالات قد تخلو من العمد في ارتكاب الجرم، ولايحق لأي فرد كان تطبيق العقوبة على الاخرين، فالقضاة واصحاب الامر وحدهم من يقرر على حسب القضية وتداعيتها، ولا أنكر أن كل دولة تنتهج دين الاسلام لها اعرافها وتقاليدها وبها يختلط الامر في طريقة تنفيذ الاحكام الشرعية او محاسبة المخطئين جهرا وعلانية كما يحدث في افغانستان الدولة الوحيدة المتشددة والتي تطبق الاحكام التعزيرية وغيرها علنا وقد يكون في ذلك التشهير عبرة لمن يفكر في مخالفة شرائع الدين عامة، ولكن قد يتجاوز الامر في تنفيذ العقوبة مداه ليتحول خطأ العرف الاجتماعي الى عقوبة كبيرة لاتمثل الدين الاسلامي بل تشوه صورة بعض المسلمين الذين يتمادون في تطبيق العقوبات والتي تصبح غير عادلة وبعيدة عن الانصاف اذا تعلق الامر بالنساء فتصبح العقوبة مضاعفة والظلم وارداً وحق الدفاع عن النفس غير مقبول تماما، فالمرأة في افغانستان لاتتمتع بكافة الحقوق وليس لها اي امتيازات لا في التعليم ولا المجتمع إذ أنها تكون في الصفوف الاخيرة، فالرجل من يقرر مصيرها في كل شيء وهو ايضا من يعاقب لترتوي من الاذلال والمهانة بشكل يومي وفي اي مكان، ولقد شاهدت عبر مقاطع في you tubeوبعض القنوات الفضائية الوثائقية جلد النساء في احد الاسواق بأفغانستان من قبل رجل يضربهن بالعصا على ظهورهن وذلك لأن احداهن تكشف حجابها دون قصد فما كان من الرجل إلا الضرب العشوائي وامام الرجال الذين وقفوا يتفرجون بكل برود وابتسام، وايضا مقطع آخر أبكاني وهو لفتاة جلدت امام الناس من اشقائها لأنها تحدثت لرجل اجنبي وكل من يرى بكاء الفتاة وهي عاجزة عن الحركة وملقاة على الارض واخوتها الذين قيدوها وامسكوا بقدميها ويديها واخر يجلدها بلارحمة سيرى صورة قبيحة مشوهة لما يفعله الجهلاء من الرجال والمتذمتين بالاعراف فهم يضطهدون النساء ويعاملونهن بلا انسانية، وليس الجلد العلني وحده هو مايقوم به قوم طالبان انهم يلغون النساء من قائمة الحياة الكريمة ويجعلون منهن سبيلا للمتعة والانجاب والعمل ليلا ونهارا في المنازل والحقول بلا حق ولاكرامة ولاشكوى نساء صامتات رغم القهر وتجرع كأس الاهانة ذنبهن الوحيد انهن ولدون وعاشون في مجتمع ذكوري ظالم مستبد أنكر لهن كل شيء وعاقب الى حد الممنوع وخلط العرف بشرائع الدين ليكون اكثر من مشهد ابكاني وليرى غيري كم نحن محظوظات في كل شيء نمتلك افضل مافي الحياة التعليم والعمل وحرية القرار والتعبير عن الرائ والمطالبة بكل مانريد كحق مشروع لاجدال فيه ولنكن جزيلات الشكر على النعم التي لدينا وكان الله في عون بقية النساء المظلومات في الحياة. [email protected]