أحب ان أرى نفسي عظيماً.. و لا أرضى الإسار أنا الطليق .. هذا الكلام نراه يتكرر على الافواه فى كل لحظة وحين وخاصة عند النوائب وبالتحديد لمن أطلق لنفسه العنان وعلاقة المكر البشري من هذا المنشأ تأخذ تربعها الكامل وتعالوا الى الفعل ورد الفعل فى التحليل القرآنى لهذه الخاصة فى قوله تعالى : وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "54" " آل عمران" واذا بحثنا فى كيفية مكر الله بمن يمكر به نجد بعضا منها فى سورة الأنعام فى قوله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ "123" وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ "124" " الأنعام" والمكر المفضوح فى هذه الآيات الكريمات حدد مسار المكر فى هذا المنوال واعلن عن نقاطه التى تمركزت فى بلوغ المجرمين الى غايات علا فى الاجرام حتى يتضح لهم فى نهاية الامر ان مكرهم هذا لم يعد عليهم الا بالمصائب والنكبات لكن هيهات ان يرشدوا الى صوابهم والغرور تملكهم حتى اذا اتاهم ناصح من ربهم حادوا الله بأن يكونوا مثل رسله والله غالب على امره وله الامر من قبل ومن بعد ومن ذا الذى يأمن مكر الله سيصيبه الصغار عند الله والعذاب الشديد وهذا مكر الكريم اذا عصاه اللئيم مصداقا لقوله تعالى : أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ "99" " الأعراف" والمكر ضربان مكر محمود، وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل، وعلى ذلك قال: "والله خير الماكرين" . ومذموم، وهو أن يتحرى به فعل قبيح، قال تعالى: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله". واذا انتقلنا من هذه الصورة الايمانيه الرائعة فى هذا المجال العقائدى للمكر المحسوس بين الناس كدعوة الطفيليون من الناس فى مساوات الرجل بالمرأة فى كامل نصاب الحياه نقول هناك تباين واضح فى جميع الخصال اولا فى كون الرجل والانثى وليس الرجل كالانثى والفوارق هنا ظاهرة للعيان لاجدال فيها وهذا التقسيم الالهى المحكم حدد النوعية بين الرجل والانثى وحدد موقف المكر فى قوله تعالى : "مَنْ عَمِلَ صَلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيّبَةً" النحل:97. وهذان النوعان من الاختلاف أنيطت بهما جملة كبيرة من أحكام التشريع، فقد أوجبا الاختلاف والتفاوت والتفاضل بين الرجل والمرأة في بعض أحكام التشريع، في المهمات والوظائف التي تلائم كلّ واحد منهما في خلقته وتكوينه، وفي قدراته وأدائه واختصاص كل منهما في مجاله من الحياة الإنسانية؛ لتتكامل الحياة، وليقوم كل منهما بمهمته فيها حراسة الفضيلة "15-17" باختصار .ومن هذا البحث المقتضب نشاهد الفروق المصبوبة فى قوالبها حسب القدرات البلاغية والاستيعابية وقبل ان نودع هذه العجالة الخاطفة فى شؤون المساواة بين الرجل والمرأة هناك خطأ كبير فى المفهوم العام للقوامة لذا علينا ان نتدبر قول الله فى هذا الكون من هذا المنظار فى قوله تعالى : "ٱلرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنّسَاء بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْولِهِمْ فَٱلصَّلِحَتُ قَنِتَتٌ حَفِظَتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ وَٱللَّتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِى ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرا" النساء:34 . ومن هنا نرى بعض ولاة الأمر يختارون أسلوب العنف والقسوة فيفشلون، ويختار بعضهم الآخر أسلوب الرفق واللين باستمرار فيتطاول عليهم الباغون المنحرفون، فينزعون منهم سلطانهم اذن مالعمل ؟ والصواب نجده لدى الحكماء العقلاء الذين يستخدمون الوسائل كلها بوضع كل منها فى موضعه وبذلك يسلم لهم الامر وهذه هى ارشادات الاسلام الحنيف . المدينةالمنورة : ص.ب:2949 Madenah-monawara.com