نسي العرب أو تناسوا معركة ترشيح الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي لشغل منصب الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منذ بضع سنوات. فتقدموا في الدورة الجديدة بمرشح وحيد لشغل منصب الامين العام لليونسكو للفنان الوزير فاروق عبدالعزيز حسني - اطول الوزراء في مصر جلوساً على كرسي وزارة الثقافة بعد انسحاب المرشحة المغربية الدكتورة عزيزة بناني والتزام سلطنة عُمان بالتراجع عن نيتها دفع مرشح منافس لفاروق حسني المولود بالاسكندرية عام 1357ه (1938م) وخريج قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة عام 1384ه (1964م). ورد بعض المثقفين ان وزير الثقافة المصري على بُعد خطوات من عرش (اليونسكو) للمبررين التالين: المبرر الاول ما تم انجازه خلال فترة عمله كوزير في وزارة الثقافة المصرية منها: اعادة افتتاح دار الاوبرا المصرية وتطوير مسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية، ودار الاوبرا بالاسكندرية، والمسرح الروماني فيها، وانشاء (66) قصرا للثقافة وتطوير (27) اخرى في مختلف المحافظات في مصر، وانشاء (5) مكتبات عامة، و(90) مكتبة بالقرى، وانشاء مركز الابداع الاعلى للثقافة، و(11) معهداً فنياً وتعليمياً وانشاء (19) متحفا للفن الحديث، أهمها: متحف محمود خليل وحرمه بالاسكندرية، ومتحف عبدالوهاب، ومتحف أم كلثوم، ومتحف دنشواي، وانشاء (8) مسارح جديدة، وتطوير (13) مسرحاً! كما تم تأسيس المشروع القومي للترجمة، ومشروع المخطوطات والوثائق بالاضافة الى أكثر من (350) مشروعاً لتطوير وترميم الآثار المصرية منها: الآثار الغارقة بالاسكندرية والانتهاء من نحو (300) مشروع لترميم الآثار الاسلامية والقبطية، منها: مسجد أحمد بن طولون، ومسجد عمرو بن العاص، وكنيسة ماري جرجس، والكنيسة المعلقة، وإنشاء وتطوير (19) متحفاً اثرياً، مثل: متحف النوبة والاسكندرية القومي، ومتحف المجهولات بالاسكندرية، ووضع حجر اساس المتحف المصري الكبير وانجاز مشروع مكتبة الاسرة الذي اعاد طبع الكتب الرائدة في مسيرة الفكر المصري وبيعها باسعار رمزية واستمراره حتى الآن! والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: هل هذه (الانجازات) المنجزات تنسب للوزير ام تنسب الى وزارة الثقافة التي تضم نخبة من العاملين النشطاء؟ واما المبرر الآخر: تعهد حكومة الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة بعدم اعتراض ترشيحه للمنصب! ورأي تراجعها - اي حكومة جنرالات الكيان الصهيوني - انعكاسا لقناعتها انه محب للسلام! وفي حوار مع صحيفة (يديعوت احرنوت) الاسرائيلية سخر من اتهامه بمعاداة السامية، وأكد جهوزيته لزيارة اسرائيل حال التوصل الى سلام شامل وعادل! وتجاهل كلية ما يردده خصومه من التيار الاسلامي في مصر بعدم جدارته برئاسة اليونسكو لانه ضد حجاب المرأة المسلمة في مصر، ويدعو علانية للخلاعة، ويشجع (الروايات) الاباحية وطباعتها على نفقة وزارة الثقافة المصرية، واقامة الحفلات والمهرجانات وسائر النشاطات الثقافية الاخرى التي تغذي هذا الاتجاه! وانه تعمد على تغليب اصحاب الاتجاهات الفكرية المتحررة والبعيدة عن القيم العربية والاسلامية عبر تسخير طباعة الكتب! ويتهمونه بانه افقد (مصر) ريادتها الثقافية، ومركزها الإشعاعي في محيطها العربي والإسلامي لاهتمامه بالشكل، والاحتفاء بالمظاهر الخارجية أكثر من المضمون! والسؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل الفنان الوزير على بعد خطوات من عرش (اليونسكو) وهو المصب الذي يطمح اليه ثمانية مرشحين آخرين كان من بينهم قبل ان ينسحب مرشح عربي آخر وهو وزير خارجية الجزائر السابق محمد بجاد (80) عاماً الذي رشحته (كمبوديا) كما ان من بينهم المرشحة النمساوية الابرز منافسة للمرشح العربي الوحيد (بينيتا فيريرو فالدز) في الانتخابات المقرر اجراؤها خلال شهر سبتمبر (ايلول) 2009م!