يعد التعليم المفتوح نظاما عالميا تعترف به الجامعات العريقة في العالم فهو نظام يُتيح فرص الدراسة لكل شخص عاقل قادر على الاستمرار في التعلم بغض النظر عن عمره ومكان إقامته ومعدل درجاته ومرور الوقت على آخر شهادة حصل عليها أو السنوات التي قضاها منقطعا عن الدراسة ، حيث لا تشترط مؤسسات التعليم المفتوح التفرُغ للدراسة ولا الانتظام في الحضور اليومي إلى الجامعة ولكنها تشترط القدرة على الاستفادة من جلسات التعليم المباشر وتنفيذ الواجبات والأنشطة التي تتطلبها الدراسة واجتياز الاختبارات التي تنظمها المؤسسة التعليمية . وبما أن التعليم المفتوح مرتبط بالتعلّم عن بعد تُعرف منظمة اليونسكو التعلّم عن بعد بأنه .. " التعليم والتعلّم الذي يعبر عن جملة من الخدمات والوسائط البريدية والإذاعية والتلفازية والمحوسبة والهاتفية والصحفية، مع نسبة محدودة ومحددة من التعليم المباشر وجهاً لوجه بين المدرس والدارس ، ويجري إيصال التعليم بصورة أساسية عبر وسائط من المواد التعليميّة المطبوعة المعدة خصيصاً لهذه الغاية والمدعمة بالوسائط السمعية والبصرية "وأبسط ما يمكن استنتاجه هو أن النظام التعليمي قادر على تذليل عقبات البعد المكاني والزماني ويعتمد على نقل التعليم إلى حيث طالب العلم بشتى الوسائل التي تساعده على التطوير واكتساب المعارف التي يحتاج إليها باعتباره قناة العبور إلى المستقبل بصفة عامة عندما يتساءل العقل البشري لماذا تسعى المجتمعات إلى محو الأمية والبعد عن الوسائل التقليدية؟ ؟ولماذا تؤكد الدراسات على ضرورة إتاحة الفرص التعليمية وتطوير المناهج الدراسية ؟ ولماذا يبحث ويخترع ويكتشف ويبتكر ويُبدع الإنسان ؟؟ حتما سوف يصل إلى إجابة واضحة هي استثمار الطاقات وتحسين الإمكانيات والتكيف مع معطيات البيئة والاستفادة من مواردها العظيمة بشيء من التوافق والرضا عن الذات. يوليو الماضي .. أوقفت وزارة التعليم العالي نشاط 52مكتبا ومؤسسة للتعليم الجامعي عن بعد في مختلف مناطق المملكة ونظام جديد للقضاء على ظاهرة الشهادات الوهمية !! بعد قراءة الخبر وصلتني بعض الرسائل التي تصف شفافية الواقع وتطرح قضايا أصحابها يقول أحدهم : يجب أن تفرق الوزارة بين من حصل على شهادة بنظام التعليم عن بعد وبين من حصل على شهادة فعلا من جامعة وهمية أو مزورة !! ويضيف آخر إن التعليم عن بعد يعتبر وسيلة من وسائل التعليم تمثل استجابة معاصرة للتغلب على العقبات وليس بتعليم (سلق البيض) أو (كليات أو ريالين ) أو حتى (شهادات الدكاكين ) أو حراج بن قاسم كما يقولون !! ويقول آخر: في التعليم عن بعد هناك من حصل على شهادة علمية بعد تعب وجهد فعلي من خلال إنجاز بحث علمي جاد وهؤلاء من الظلم أن يتم هضم حقوقهم وجهدهم ويعاملوا كغيرهم !! كانت هذه المقتطفات نقاط من بحر الحبر الحزين لطلاب العلم الذين لم تتح لهم فرص التعلم بجامعاتنا !! ماذا إذاً يا وزارة التعليم العالي هل إلزام المكاتب بإعادة المبالغ التي استلمتها ممن تم التغرير بهم للحصول على الشهادات غير المعتمدة أهم ؟؟ أم العمل على إيجاد معايير حديثة وضوابط مرنة من أجل معادلة الشهادات الجامعية التي تثبت صحة إجراءاتها وسلامتها من التزوير هو الأهم ؟ إن التغيرات الجذرية في طرق اكتساب المعلومات وأهمية توظيف التقنيات والتغلب على المشكلات أمور تحتاج إلى المرونة أكثر من احتياجها للعقوبات وعدم الاعتراف بالشهادات !! لجوء الكثيرين إلى تلك المكاتب يُعطي مؤشرا يُؤكد حقيقة الشعور الذي يعيشه أبناء المجتمع في رحلة بحثهم عن العلم ، ليس عبثا في الألقاب بقدر ما هي محاولة تخطي الصعاب وإدراك مافات المجتمع بحاجة إلى مواكبة المعطيات وصياغة المسارات لا إلى البيروقراطية وإغلاق البوابات . قطر : (أن تحمي قدميك بخف أسهل من أن تفرش الأرض بسجاد ) "حكيم " مكةالمكرمة ص. ب 30274 الرمز البريدي : 21955