بعض العادات "الُمرهقة" تتفشى في مجتمعنا منها ما يحدث أثناء حفلات الأعراس الكبيرة، والمفهوم الخاطيء للإعلان عن الفرحة ليلة العرس كدرجة ارتفاع مكبرات الصوت التي تكاد أن تصم آذان النساء في قاعات الأفراح والتي توصل صوت المغنيات لآذان الرجال خارج القاعة. وتبدأ المعاناة فتجد المدعوات وقد صمت آذانهن وخرست ألسنتهن جبراً من أجل الخضوع ومواجهة المغنية وفرقتها للإستماع الجبري سواء كانت رغبة في ذلك أو عدم رغبة فالمغنية يسعدها صدى المكبرات التي تخفي خلف قوتها رداءة صوتها! وتمضي الليلة مخلفة بعض السلبيات في نفوس المدعوات وما يُفسد متعتهن بل فقط تمضي الليلة لإرضاء العروسين وأهلهما مغادرات القاعة بعدها و رؤوسهن تكاد تنفجر بصداع وتعب شديد فقد صبرن فيها قصراً لا حباً بل رضوخاً لعذاب مفروغ منه قد منع المدعوات من الحديث سوياً بل فقط للمشاركة في تلبية دعوة في ليلة عمر سعيدة رغم عدم التمكن من استرجاع ذكريات البعاد حلوها ومُرها؟. هل يمكن للمسئولين إجبار الفنادق وصالات الأفراح على التقيد بدرجة معينة في تحديد ارتفاع صوت السماعات المكبرة لتقتصر على استماع من هن بداخل القاعة فقط وأن تنتهي الحفلات قبل الفجر بساعتين على الأقل بدلاً من طلوع الصبح والتي تكون فيها النساء مقيدات بمقاعدهن وطاولات الطعام الذي ينقلب إلى فطور وإن كانت قائمته صالحة للعشاء بما فيها من أطعمة وذبائح والتي قد تذهب في هذا الصباح إلى موائد القطط في الشوارع؟. واقع مرير نعيشه فتلبية الأفراح بما تحمله من سلبيات قد أصبح عادة صعب التخلص منها "غير عدم الحضور" وهذا صعب فحياتنا هنا في بلادنا تعتمد على العلاقات الإجتماعية بدرجة كبيرة جداً وليس متعة تلبية الدعوة هي الغرض بل إرضاء العروسين والأهل والمقربين منهم أما ما يرضى المدعوات فهو في المرتبة الأخيرة والمطلوب هو المشاركة الوجدانية والحضور الهام. ليت النساء وعلى مقدمتهن المُغنيات يفهمن أن ليلة العرس هي ليلة مميزة بما تتركه من ذكرى جميلة تسترجع فيها المدعوات من قابلن من الأهل والأصدقاء فت ليلة عرس مميزة بما فيها من إعلان فرحة الكل بزف عروسين سيبدآن في بناء أسرة في مجتمع مُسلم له عادات وتقاليد تختلف عن حفلات "الديسكو" التي تنتشر في الغرب وكثيراً من البلاد العربية للأسف! وليعي الجميع أن للمدعوات حق في الاستمتاع بليلة يشاركن فيها العروسين فرحتهما بصدق وليس مجاملة وأروع ما يمكن تقديمه لهما في ليلتهما تلك تمتع العروسين بالبقاء سوياً بكامل زينتهما قبل بزوغ الفجر الذي يضيع صداه بين مكبرات الصوت وهما جالسان في كوشة تنظر إليهما النساء ويتفرجن عليهما ساعات طوال يمضي فيه الليل ليسدل ستائره سامحاً للشمس بالطلوع في ليلة لن تتكرر في عمر العروسين.