لسنوات طويلة بقيت جامعة الملك عبد العزيز تستقطب طلاب الشريط الغربي من شماله إلى جنوبه قبل أن تفتتح جامعات أخرى في مختلف المناطق. ومنذ التحاقي بها اقترحت على أحد المسؤولين أن يتم إعداد فيلم عن الجامعة ليُعرض على طلاب المدارس الثانوية لجذبهم إليها كما تفعل الجامعات الأمريكية، فأجابني بأن الجميع يخطب ودَّ جامعتنا، ويسمونها جامعة رضاء الوالدين، فمن رضي عنه أبواه يُقبل فيها. لكن هذه التسمية انتقلت إلى جامعة أم القرى بعد أن استقلت عن جامعة الملك عبد العزيز. هكذا إذاً يُنظر إلى هذه الجامعة! فماذا تفعل مع الكم الهائل من الراغبين في الدراسة فيها؟ لا شك أن تطبيق مبدأ «العدالة والشفافية» هو الحل الأمثل لاختيار المقبولين. وهذا بالفعل ما يتم تطبيقه. ومنذ أن اعتمدت وزارة التعليم العالي اختبارات القياس (اختبار القدرات والاختبار التحصيلي) اعتمدت جامعة الملك عبد العزيز ما يُسمى بالمعدل الموزون معياراً للقبول. والمعدل الموزون مزيج من معدلات الثانوية والقدرات والتحصيلي بنسب خمسين وثلاثين وعشرين بالمائة على التوالي. ويستطيع الطالب أن يحسبه بنفسه، أو من خلال موقع القبول الإلكتروني للجامعة. ولتعضيد مبدأ العدالة والشفافية اعتمدت عمادة القبول والتسجيل التقديم الإلكتروني خلال فترة معلنة للجميع، فأتاحت بذلك الفرصة لمن يحب أن يعرب عن رغبته في الالتحاق بالجامعة. وهذا العام تقدم خمسة وستون ألفاً من الجنسين عبر بوابة القبول الإلكترونية. لكن أنى للجامعة أن تقبل كل هؤلاء؟ ولذا قام الحاسوب بحساب معدلاتهم الموزونة ورشَّح للقبول حوالي ثلثهم، وهم الحاصلون على معدل موزون مقداره ثمانون فأعلى. ويحصل المرشح على ورقة الترشيح من خلال بوابة القبول الإلكترونية ليتابع التسجيل في مقر الجامعة خلال الأسبوعين الحاليين حسب الموعد المطبوع على ورقة الترشيح. وقد تابعت بنفسي عملية سير آلية القبول في أحد الأيام ورأيت عميد القبول والتسجيل يشرف عليها بنفسه، ويرد على تساؤلات السائلين. كما زارها معالي مدير الجامعة واطمأن على حسن سيرها. وصالة القبول مجهزة بالتجهيزات المطلوبة، وما هي إلا دقائق منذ أن يدخل الطالب مع ورقة الترشيح إلا ويخرج حاملاً هويته كطالب في الجامعة. وقد علمت أن شطر الطالبات مجهز بتجهيزات مماثلة. والقبول الآن هو للسنة التحضيرية ضمن أحد مسارين (المسار العلمي أو المسار الإداري والأدبي). أما اختيار الكلية والتخصص فيتم بعد النجاح في السنة التحضيرية، ويأخذ في الحسبان معدل النجاح في التحضيرية ومعايير القبول لكل كلية. وتتبنى الجامعة في كل مرحلة من مراحل القبول والفرز إلى الكليات الشفافية من أجل تساوي الفرص بين جميع المتقدمين، فالإنترنت والعمليات الإلكترونية الحاسوبية لم تعطِ مجالاً لأحد ليخرق هذه القاعدة. ومن خلال تحقيق الشفافية والحرص على المساواة اكتسبت الجامعة مصداقيتها. وقد قرأت مؤخراً عن رسالة دكتوراه بعنوان "مراعاة الشفافية الإدارية في الجامعات السعودية" لأحد الباحثين السعوديين، وقد هدفت دراسته إلى التعرف على درجة مراعاة الشفافية الإدارية، وتمت من خلال عينة عشوائية من أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات. كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز