يابني ... ليس أبلغ ولا أرفع من نداء لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه في قوله تعالى: "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" صدق الله الكريم. قمة النصح والإرشاد والمسلك لحياة كريمة عفيفة مستقيمة. أيها الابن وكل ابن نحن في زمن تحفه المخاطر وحولنا مجتمعات شحت فيها الفضيلة وطغت في جوانبها الرذيلة وانساقت فيها انفس كثيرة تتخبط مرهقة بلا هدف. حياة اليوم لشاب مثلك يا بني هي اشبه بمن يصارع امواجاً عاتية في غبة بحر لجي فأنت وغيرك من الابناء مستهدفون من قوى خفية شريرة نذرت نفسها للشيطان، هدفها نشر الهلاك بين زهرات المجتمع الفاضلة، طغى عليهم نداء الفسق والهوان بدلا من نداء الخير والسلام، فلا تنخدع بمظاهر زائفة ولا تنساق وراء أمانٍ خادعة فإن هناك من يضعون بين يديك أهدافهم مغلفة بورق شفاف ظاهره الخير وباطنه الشر له رائحة عبقة وشذى مغر ولكنه نتن في فحواه فكن حذرا حتى لا تسقط في أوحال اولئك الاشرار. ان الانسان يا بني في لحظة من لحظات عمره يكون فريسة لأوهام ومؤثرات تختلط عليه فيها مؤشرات القيم وسبل الصلاح وفي هذه اللحظات هناك من ينتظر لحظة ضعف منك لتنزلق الى تيارهم وتغوص في انهارهم القذرة الآسنة. انني أيها الابن أرى فيك طموحي وشبابي وأنام ليلي وانا انسج لك في احلامي حياة حافلة بالعزة والكرامة وانسانا مهاب الجانب على جبينك غرة العظماء، وتذكر دائماً أن لك أماً يخفق فؤادها كل لحظة خوفاً عليك، عيناها تبحث عنك في كل فضاء فكن دائما الوجود لأنها ترى فيك كل امالها واحلامها فلا تجرح خيالها. وطنك وأمتك ايها الابن البار ينتظران منك الكثير ويران فيك تلك اللبنة الطيبة التي تساعد في انشاء كيان هذا الوطن الشامخ. جزى الله الشدائد عني كل خير.. الانسان في هذه الدنيا كقشة في مهب الريح لا تدري متى يعصف بها ولكن اللبيب هو ذلك الذي يحتاط لأمور لم تكن في حسبانه فيجعل منها مرتكزا قد يعينه في بعض الملمات وبحمد الله ألهمني ربي ان احتاط لنفسي بكوكبة من الفضلاء الاصدقاء والأصحاب والذين وجدتهم في ساعة ألمت بي عند دخولي المستشفى لوعكة قدرها الله خرجت منها سالما ولله الحمد بعدها نظرت لرصيدي في هذه الحياة فوجدته رصيداً قيما من المحبة التي احاطني بها الاهل والاصدقاء. إلى كل من سأل عني وزارني واطمأن على صحتي الشكر والعرفان وكانت دعواهم بلسما وصدقا راجيا من الله العلي القدير أن أكون عند حسن الظن وعلى قدر المحبة.