أطلق شبان سعوديون على الشبكة العنكبوتية حملة جديدة تحمل شعار " السعودية للسعوديين .. أيها الأجانب اذهبوا لدياركم " وبالرغم من أن أعضاء هذه الحملة يؤكدون على أنهم ليسوا عنصريين , إلا أن كتابا ومراقبين بينهم سعوديون أشاروا إلى أن هذه الحملة تحمل شعارا عنصريا , وبالرغم من تأكيد المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة بجنيف ورئيس وفد المملكة إلى مؤتمر الأممالمتحدة حول العنصرية الدكتور عبد الوهاب عطار على أن المملكة تولي قضية التمييز العنصري أهمية بالغة وتعمل على الحيلولة دون حصولها ,إلا أن نائب وزير العمل الدكتور عبد الواحد الحميد على هامش ندوة في النادي الأدبي بالرياض بعنوان (هل السعودة عنصرية ) يرى أن هذا الفهم خاطئ لأن الأقربين أولى بالمعروف , وأشار إلى أن نسبة الوافدين في المملكة كبيرة جدا حيث تمثل 27% من السكان وهي تشكل نزيفا حادا للاقتصاد السعودي حيث أن تحويلات الوافدين بلغت قرابة التريليون ريال ,وهو ما نراه تأييد غير مباشر للحملة ضد الوافدين وتكريس لمفهوم العنصرية , ولكي نكون موضوعيين في نقاشنا علينا أن لا ننسى ولا ننكر , أن هذا الوافد قدم خدمات جليلة لهذا الوطن وساهم في بنائه وأفنى فترة شبابه لراحة هذا الشعب ورقيه وتقديم الخبرة والمعرفة التي لديه على طبق من ذهب وعشنا معه التجربة بإيجابياتها وسلبياتها , وقد يقول البعض بأنه لم يقدم ما قدم مجاناً "لوجه الله تعالى" وأنه أخذ لقاء ذلك ما يساوي تلك الخدمة أو أكثر , كل ذلك صحيح ولكن هل كان من المفترض أن يتغرب عن بلاده ويترك عائلته ليساهم في مسيرة تنمية وطن ليس وطنه دون مقابل , وهل هذا الوافد أتى من عند نفسه وتسلل إلى المملكة ودخل بطريقة غير نظامية أم نحن من استقدمناه , وأوجدنا له الفرص الوظيفية , فلا نلقي اللوم عليه بل على أنفسنا . أما بشأن التحويلات والتي تشكل نزيفا حاداً للاقتصاد الوطني كما أشار نائب وزير العمل , هل تلك المبالغ المحولة هي ملك خالص لهم , مقابل أجور خدماتهم أم أنها تم الاستيلاء عليها بطريقة غير شرعية , هل كان المطلوب تركها داخل المملكة دون تحويلها, أرجو أن لا يكون الهدف المراد تحقيقه أداة لقتل قيمنا وأخلاقنا , ذكر لي صديق عزيز قصة ظريفة له مع طبيب استشاري غير سعودي معروف بعد أن شاهد تلك الحملة عليهم , قال الطبيب لصديقي : النظام لا يسمح للوافدين (باستثناء فئة معينة) باستقدام عوائلهم , ولا يسمح بتدريس أبنائهم في المدارس والجامعات الحكومية , ولا يسمح بالإستثمار في الأسهم إلا عبر صناديق مخصصة , ولا يسمح لهم بتملك عقار ,ثم نجد الهجوم الشديد على تحويلاتنا , هل المطلوب أن ما نحصل عليه من مال جراء عملنا نقوم بالتبرع به للجمعيات الخيرية أم تركه أم نهديه أم ماذا ؟, علينا أن نعيد قراءتنا في هذه القضية ,ونقيم أسلوب تعاملنا مع ضيوفنا ولنجعل شعارنا " السعودية للجميع , شكرا إيها الأجانب " فقد نحتاج إلى ذلك الشعار إذا قدر الله علينا أن نعمل في بلادهم. فاكس 6604448-02 dr.mahmoud @batterjee.com