** سألتني ذات يوم الطفلة – مريم – وهي لم تتعد الخامسة من عمرها: "عمو ليه الناس يقتلون أنفسهم؟". حقيقة كان السؤال مفاجئاً لي فنظرت الى شاشة التلفزيون كان المنظر دماءً تسيل واشلاءً متناثرة .. عندها ادركت من أين جاءها السؤال: هذه الطفلة "الذكية" وبفطرتها السليمة استطاعت ان تصل الى لب المشكلة وهو التساؤل لماذا يقتل الناس بعضهم البعض؟ ويكون السؤال اكثر مرارة عندما يكون القتل باسم الدين هذا الدين الذي أتى حاملاً للرحمة والسلام فحولوه الى أداة قتل انه لأمر عجاب هذا الذي يجري بأن يفجر انسان ما – نفسه في سوق للخضار او داخل مسجد بالتأكيد كل الذين داخله "مسلمون" يؤدون شعائر الله داخل بيت من بيوت الله، انه الارهاب الذي اصبح النهج المرير الذي ينهجه البعض وباسم الدين لقد عجزت في الاجابة على "مريم" عن تساؤلها الاستنكاري البسيط الذي طرحته عليّ رغم بساطة السؤال نعم لقد عجزت فالإجابة عليه من الصعوبة بمكان لأن السؤال بسيط فبقدر ما يكون كذلك بقدر ما تكون الاجابة صعبة جداً، كأن يسألك أحدهم هل هذه "شمس" أم ماذا؟ مع ان "الشمس" في رابعة النهار فتحتار ماذا تقول له وهو يعيش ضوءها وحرارتها ولكنه لا يرى الا ما في داخله هو وليس الواقع الذي يعيشه ويحياه، فإذا كان الامر كذلك فما عليك الا ان تقول لا حول ولا قوة إلا بالله. وندعو الله له بالهداية في أن يفتح الله عقله وقلبه وان يجعله من ذوي البصر والبصيرة.