نحب .. نفرح .. وننشئ .. نملأ قلوبنا بالهتاف .. وجيوبنا بالأقمار.. وعيوننا بالأحلام.. نحاول أن تكون الكلمة السامقة .. السطر الأحلى.. في حياة الذين يمنحوننا لحظة السعادة التي نركض صوبها العمر كله.. وعندما يخوننا التعبير .. عندها نشعر بأن كلماتنا أقصر من قامة أفراحنا .. وأن بوحنا دون مستوى حبنا الكبير .. عندها نحاول أن نجد "الرمز" الذي يترجم حجم حبنا .. وسعادتنا .. وأشواقنا .. فتكون "الهدية" هي الجسر الذي يحمل ارتعاشة قلوبنا . وأحلامنا .. وأشواقنا.. فختار " الهدية" بعناية فائقة ننتقيها كأننا ننتقي النرجس من بين كل الغصون والأزهار .. كأننا نبحث عن القمر وسط النجوم .. وحين نعثر عليها نصاب بفرح طفولي كأن هذه "الهدية" هي عمرنا .. كأنها " نبضنا" وكأنها "حبنا" فتكون " الهدية" رسالة حب مختصرة .. لكنها عميقة .. شهية .. مدهشة.. اليوم نستضيف "الهدية" نحاول أن نتعرف على اشياء كثيرة اهمها مشاعر الانسان وهو يمر "بالهدية" في اللحظة الأغلي! .سألناها: من أنتَ في نظر الانسان أيتها الهدية؟! .. قالت: أنا .. هذا - الرمز- الكبير الحافل بشتى الأحاسيس .. وبأكبر المشاعر .. أكاد أكون هذا الاحتراف .. والوله .. والتوق.. وحين أكون كذلك فإني أكون شيئاً كبيراً .. وغالياً .. دون شك .. . سألناها : كيف يتم اختيارك؟! .. قالت : يتعب الانسان وهو يبحث .. يتعب وهو ينتقي .. يتعب وهو يختار .. انني أشكل عند المحبين هاجساً ضخماً فأنا عندهم لست شيئا عاديا .. ولا عابرا .. أنا كل الحب .. أنا كل الشوق .. أنا كل التعبير عن الشعور الأغلى!! .سألناها : وكيف يتم استقبالك عند الانسان الآخر؟! .. قالت : بقدر الحب .. يكون الاهتمام .. وبقدر المعزة.. يكون الفرح .. فلو كان حجم الحب كبيرا فأن استقبالي يكون ضخما.. ومزدهيا.. أحياناً أتصور نفسي كل هذه الحياة المرسومة في الفضاء الرحب بين الاثنين.. . سألناها: ومتى كونين أغلى؟ .. قالت : في المواقف الحاسمة .. عندها أكون الهدية الأولى مثلاً أو أكون الاعتذار الأمثل بعد خصام .. أو لحظة أن تحتدم المشاعر فلا تجد الا التنفيس عن نفسها بهذا الجسر الجميل. .سألناها: ومتى تكونين أحلى؟!! .. قالت : عندما يحسن الانسان الذي اختارني .. اختياره ..وذوقه .. ومعرفته بالطرف الآخر وذوقه .. فكلما كانت "الهدية" قريبة من أنفاس الانسان الآخر كلما كانت أحلى..!! .سألناها: ومتى تكونين عملاً لا قيمة له؟! ..قالت: عندما تموت الأشجان .. وتكف الارض عن الدوران .. ويمضي كل إلى غايته!! .سألناها : واذا حدث الفراق .. ما قيمتكِ ؟! .. قالت : تذهب اشياء كثيرة لكني أبقى ذلك الرمز الذي لا يسقط من الذاكرة ومن القلب على مر السنين .. وتعاقب الايام .. . سألناها : أيذهب الحب وتبقين أنتِ؟! هل معقول؟! .. قالت: أولاً الحب الصادق لا ينتهي .. قد يفترق الانسان عن الانسان .. لكن الحب لا ينتهي .. ولهذا فإني أبقى .. أبقى للذكرى التي يشتاق المحبون لتداولها حتى أنفسهم من حين إلى حين!! . سألناها: وماهي قيمتك الحقيقية؟! .. قالت : الفلوس ليست كل شيء .. أحيانا وردة زاهية لها معنى كبير .. أحيانا صورة صغيرة لقمر تعنى اشياء كثيرة .. إن قيمتي الحقيقية في الرمز الذي أحمله .. . سألناها: وحين تستهلكين ماذا يبقى؟! .. قالت: بالفعل أسوأ الهدايا تلك التي تستهلك فلا تبقى لتتواصل الذكرى .. .سألناها: ومع الزمن هل تغير شيء؟! .. قالت: نعم تغيرت القيمة المعنوية الهائلة .. فأصبحت - الهدايا - احيانا ليست اكثر من روتين متثائب !! .سألناها: لكنكَ مع فرسان الأشواق لم تزل قيمتكِ كما هي؟! ..قالت: نعم .. بل تزداد مع الايام تواصلاً.. وتأصلاً.. وصهيلاً!! كلام متعوب عليه يشتد عراكي معكِ .. كلما أدميت قلبي بالحنين .. وكلما أسرجت حنانكِ في ضلوعي! أطلع في ألسنة اللهب .. هذا المتصاعد من مواقد الشوق المطحونة بالتوق! اسرع في خطوتي اليكِ.. لأنكِ الوحيدة في دنيتي .. مالقيتكِ الا واضاءت جوانحي بالأمل !! أسامر القمر في ليلى الطويل .. أهديه حكايتي .. فيصوغ منها قصيدة للنجوم التي تحرسه! أنا هذا الانتظام المرسوم على كل المرافئ.. وأنتِ ذلك الوله المتوسد كل القلوب.. أسألكِ لا تهزميني بولعي .. وأن تمري بي كل البساتين لأباهي بكِ أمام النرجس والبنفسج .. أنت الأزهى بأريجكِ وحسنكِ!! تمرين في أحلامي .. الطيف الذي ينتشر في عروقي.. ويسافر في حنايا صدري فيلهمني التجاسر .. كيف تملكين هذا التجدد في شراييني .. كيف تصبحين البداية والنهاية .. كيف تكونين الفاصلة التي بدأ بعدها عمري ؟! أيتها الحافلة ابداً .. منذ أن دخلتِ حياتي - وأنا أركض صوب الشمس والدفء على راحتي لأنثره على الدنيا حتى تضيق!! تمر الأيام .. والسنين .. ونبقى حيث نحن .. حيث وحدّنا الزمان.. ننادي على الغد لعله يسمعنا فيأتي!! الغرق الجميل كلما تواصل ركضنا على المشاوير.. كلما ازددنا غرقاً ..وتوسدنا الصعب .. وحملنا على أكتافنا هذا الهوى الغلاب الذي يجعل من غرقنا جميلا وجميلا جداً !! معادلة !! هذا الغصن المثقل بالثمار .. كان بذرة ارتوت حتى اثمرت .. كذلك هو القلب لابد أن ترويه بالحنان حتى يثمر بالحب !! حتى لا يموت الحب الا الخصام .. فانه يدمي القلوب حتى يفتر عزمها .. ويتفتت وهجها!! سؤال؟! هل صحيح أننا أحيانا لا ندري كيف اشتعل الحريق بالقلب .. أم أننا ندري ولكننا نتغافل بالرضا..!! وهربت بأحلامي !! أشتاق اليكِ أيها الرجل الممعن في الغياب .. أيها السادر من لهوك بكل الأماني .. العابث بكل الأحلام.. أتيتكَ ذات يوم .. فحملتني على كفيكَ .. وزرعت لي حدائق ونجوى.. وقدمت لي ملايين الوعود الجميلة.. كنت صغيرة .. ربما كنت طيبة .. او عسانى كنت اسيرة الأشواق صدقت كل الذي قلت.. ومنيت نفسي بكل الذي وعدت .. وهتفت بيني وبين نفسي بكل همسك . وأريجك.. حسبت أن القمر بينا .. وان الشمس مخبأة في عيوننا .. وأن كل الشعر مرسوم على أحداقنا وصدورنا.. غرقت في بحر الأحلام حتى أفقت اليوم على هروبك َ .. حاولت أن أسأل عنكَ ..وأن أركض خلفكَ حيثما ذهبت.. لكني حجزت .. وعرفت بأنكَ ليس بأكثر من لاهٍ بعمري الذي يمضي!! أحلى الكلام شعر - طلال الرشيد يا للي تشوفين الثياب أنا ذنب وعيونك ثواب لاتجرحين الطين ينزف لهب جرع التراب ينزف شهاب ياصوتي المبثور لي خافق من نور لكسور واقف على الأبواب ** من يأمن الريح من يأمن القاسي اذا أجهش يصيح ومن يأمن الريح يا للي تنادين العيون كل العيون اختارتك يا...الهرج بجنون كل الشفاه أختارتك وصرتي حكاة عيونهم الين جا وقت الغياب وأنا أدور عن جواب ليه: بس تشوفين الثياب!! اعتذار سقط سهواً اسم الشاعر الكبير معالي الاستاذ حسين عرب في الاسبوع الماضي من قصيدته المختارة .. فمعذرة.