كنت في إحدى المناسبات الكريمة ضيفا مع كوكبة من الأحباب والأصدقاء في ضيافة أحد من الأصدقاء وزملاء الدرب لأكثر من أربعين عاما كانت بدايتها سنوات الدراسة الابتدائية امتدت الى هذا التاريخ المجيد تملأها المحبة والوفاء والإخلاص والتواصل المستمر فيما بين هذه الكوكبة من زملاء الدرب الأوفياء. وهذا الجمع الكريم كان يتم بصفة مستمرة في ضيافة أحد أفراد هذه الكوكبة المضيئة والحبيبة على مدى هذه الأربعين عاما من الزمن المعطرة ذكرياته بماء الورد والياسمين لأن الكل من هذه الكوكبة هو سندا للآخر على نوائب الدهر مهما كانت اجتماعية أو مادية وغيرها مما أدى الى ديمومة هذه العلاقة الإنسانية فيما بين أفراد هذه الكوكبة الحبيبة والصادقة والمخلصة. وفي تلك المناسبة الكريمة قام أحد الحضور من زملاء الدرب وأخذ بيدي وطلب مني الانفراد بصحبته لبضع دقائق ليحكي لي قصة اثارت شجونه كان مصدرها أحد الشخصيات البارزة في مجتمعنا الحبيب تتلخص في الآتي: وهي انه كان أحد أفراد هذه الكوكبة التي نحن الآن بينها قد أمضى أكثر من خمسة وثلاثين عاما في معية أحد الشخصيات التي تشغل منصبا رفيعا في بلادنا وعلى مدى تلك الأعوام كان يقدم خدماته العامة والخاصة لهذه الشخصية سواء كانت فيما يخص طبيعة العمل الذي كانا يزاولانه أو في مجال ما يعود بالخدمات الخاصة لهذه الشخصية بالنفع العميم سواء كانت مادية أو اجتماعية أو في طبيعة عملهما، وان هذا الزميل الوفي لازال حتى هذا التاريخ وفيا بالعهد الذي قطعه على نفسه بشأن العلاقة الأبوية التي تربطه بهذه الشخصية. وفي هذه الأيام التي نعيشها احتاج هذا الزميل الوفي الى عون من هذه الشخصية في أمر ما كان بإمكانه أن يساعد هذا الزميل وبدون أية كلفة مادية أو غيرها فكان للأسف التخلي تجاه هذا الصديق وقد تساءل: هل تغيرت العلاقات الإنسانية إلى الجحود ونكران الجميل حتى داهم المجتمع الذي نعيش بينه؟ فكان جوابي له أن سامعك يقرؤك السلام ويبلغك التحية والاكرام ويفيدك بأن لا تشتكي إليه فيبكي اليك لأن في هذا الزمن الذي نعيشه قد أصبح الجحود والنكران للجميل ظاهرة سائدة فيما بين بعض أفراد المجتمع (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب). لذلك أوصي الجميع بالاستعانة برب العباد وحده في كل أمور حياتنا كما جاء في كتاب الله الكريم (إياك نعبد وإياك نستعين). مكة المكرمة