وسط المخاوف المتزايدة من انتشار السلاح النووي بسبب ممارسات كوريا الشمالية وإيران، وعدد آخر من الدول التي تمتلك قدرات عسكرية نووية معلنة كما هو حال الهند وباكستان أو شبه معلنة كما هو حال إسرائيل، لا تخضع للتفتيش والمراقبة الدولية وترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، تسعى الولاياتالمتحدة لإحياء مفاوضات الحد من الأسلحة النووية مع الروس، على أمل أن تشكل هذه المفاوضات نقطة البداية في جهد أميركي جديد تبدأه إدارة أوباما سعيا إلى إيجاد عالم خال من كل الأسلحة النووية، الذي يظل هدفا صعب المنال، يعترف الرئيس الأميركي أوباما بأن العمر قد لا يساعده على أن يشهد تحقيقه. وتأمل الولاياتالمتحدة أن يؤدي استئناف التفاوض بين موسكووواشنطن اللتين تستحوذان على 90 % من القدرة العسكرية النووية في العالم، إلى حفز روسيا على ممارسة ضغوطها على إيران بما يساعد على حل الملف النووي الإيراني، وتخفيف حدة الانتقادات العالمية من جانب الدول الموقعة على اتفاقية الحظر لدول النادي النووي التي لم تلتزم بالوفاء بمسؤولياتها في المعاهدة التي تنص على الالتزام بالخفض التدريجي والمتواصل لمخزونها من السلاح النووي. وفي إطار هذا المسعى الجديد تطالب الولاياتالمتحدة لأول مرة إسرائيل بالتوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والسماح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى مؤسساتها النووية، لأنه لا معنى على وجه الإطلاق لأن تطالب واشنطن دول العالم أجمع بالتوقيع والتصديق على معاهدة الحظر والموافقة على معاهدة عالمية جديدة تحظر إنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم لأغراض التسلح النووي، بينما تظل إسرائيل هي الاستثناء الوحيد في العالم خارج الشرعية الدولية تفعل ما تريد! لكن هذا المسعى الذي يهدف في ظاهره إلى الرحمة يمكن أن ينطوي في باطنه على العذاب، إن كان المقصود من توقيع إسرائيل على معاهدة الحظر الاعتراف بها قوة نووية عالمية بحكم الأمر الواقع وعضوا في النادي النووي المغلق، ولهذا السبب تصر القاهرة على أن الحل الصحيح لا يكون بإضفاء الشرعية على امتلاك إسرائيل لأكثر من200 قنبلة نووية الذي سوف يزيد من مخاطر السباق النووي في الشرق الأوسط، ولكن الحل الصحيح يكمن في إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار، بما في ذلك سلاح إسرائيل الموجود بالفعل في ترسانتها وسلاح إيران الذي لا يزال في طي الغيب والمجهول، ولو أن إدارة أوباما نجحت في إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي، فربما يكون في وسع الرئيس الأميركي أن يشهد بالفعل عالما جديدا يخلو من الأسلحة النووية. الوطن القطرية