سبع سنوات مضافاً إليها سبعة ليالٍ وثمانية أيام حسوما ونحن نتغذى ونأكل من مزرعة للخضروات وتربية الأسماك، تربى هذه الأسماك في أحواض ثمانية وهي من أنواع سمك البلطي والشعور، هذه الزرعة تسقى بماء آسن من مخلفات الصرف الصحي وأحواض تربية الاسماك مملوءة من هذه المياه ويتم تغذية الاسماك بمواد كيميائية تستقر في بطوننا تصيبنا بعدها جميع أنواع الحمى الفتاكة والأمراض الغريبة، وبطل هذا المشروع الغذائي عامل يساعده ثمانية من بني جلدته وبتأييد من مواطن أعطاهم أرضه بعد أن غلبت عليه شهوة المال فباع ضميره ومواطنته لقاء حفنة من المال دارهم معدودة. سبع سنوات وهذه المزرعة تقذف بانتاجها الموبوء الى اسواق النكاسة والكعيكية بمكة وعباد الله الغافلون يلتهمون السموم وعين الرقيب تنعم في سبات هنيء شاهد ما شافش حاجة. حقائق مؤلمة وفواجع أشد إيلاماً في ذلك التحقيق الذي نشر بجريدة المدينة عن تلك المزرعة التي تقع في وادي "تاج" غرب مكةالمكرمة، تلك المزرعة التي وقفت عليها لجنة "منع المزارع التي تسقى بمياه الصرف الصحي" بعد سبع سنوات ووجدت اللجنة فيها ما وجدت من "البلاوي" وبكل انسانية وعدم جرح لشعور العامل البلوشي طلبت اللجنة منه ضرورة ردم أحواض السمك وإتلاف الخضروات وأخذت التعهد اللازم عليه بإنفاذ ما قررته اللجنة بعد أن أعطته مهلة أسبوعاً كاملاً، لكن العامل لم ينفذ وهرب إلى الطائف وأحلَّ مكانه أخرين من بني جلدته ليواصلوا مهمة تسميم مواطني هذا البلد. السؤال لماذا لم يتم القبض على العامل في حينه ولماذا لم يتم ردم المزرعة وإتلاف إنتاجها الموبوء ولماذا تعطى مهلة أسبوعاً للعامل في حادثة خطيرة تضر بمواطني هذا البلد الكريم وضيوفه ولماذا هذه المهلة والعمل الذي يقوم به العامل ومَنْ وراءه منافي لكل القيم الإنسانية وجريمة غذائية مميتة. التحقيق الذي كتبه الزميل أفاد أن رئيس لجنة منع المزارع تعرض لمحاولات توسط من أقارب ومسؤولين في جهات أخرى لثني اللجنة عن تنفيذ قرار الردم والإزالة وإن صح هذا فهي فاجعة مخيفة، فأين هؤلاء من الضمير النقي والمواطنة الحقة وأين المسؤولية عند من أرادوا الشفاعة لدى رئيس اللجنة للإبقاء على هذه المزرعة، لكنها المصالح الشخصية التي طغت على حب الوطن ومصالح الأمة والمثل الشعبي يقول "اللي ستحوا ماتوا". لقد كتبت في زاويتي هذه قبل عامين عن مزرعة في جنوبمكة بها أحواض لتربية الاسماك تديرها عمالة متخلفة نظامياً وهذه المزرعة دوهمت من قبل رجال الجوازات والجنسية وتم القبض على عمالها التي كانت تصنع السموم وتبيع الأمراض لابناء مكةالمكرمة ولقد ذكرت في تلك المقالة بوجوب تغليظ العقوبة وأن تكون العقوبة صارمة ورادعة لكل من تسول له نفسه التلاعب بأقوات الأبرياء من مقيمين ومواطنين متواطئين ارتضوا لأنفسهم بيع ضمائرهم والسماح بتسريب الأمراض لأبناء هذه البلدة الطيبة وغيرها. الغريب جداً مع كل هذه المداهمات وفضائح هذه المزارع لم نسمع أو نقرأ عن اي دور لوزارة الزراعة ةالتي هي في الحقيقة المعنية في الدرجة الاولى للمحافظة على الارض ورعاية الحرث والتي نعتبرها اليد الأمينة التي ترعى قوتنا وغذاءنا. كلنا أمل كبير بالله ثم بأمير منطقة مكةالمكرمة الذي أحب هذه البلدة وأحبه أهلها بأن تصدر أوامره لكل من يهمه أمر أمن هذه البلاد بمراقبة المزارع ومصادر الاغذية التي تصل الى الاسواق من لحوم وخضار وأسماك، فلقد اصابتنا الأمراض ودبَّ في أجسامنا الوهن من حيث لا ندري وكنا نظن أن غذاءنا تراعاه أيادً أمينة والله من وراء القصد.