الى متى ونحن شباباً وشيباً نساءً وأطفالاً نتجرع السموم في قوتنا يومياً يدسه لنا أولئك الذين تجردوا من الانسانية وانساقوا خلف جشعهم تدفعهم رغبة الحصول على المال وبأية طريقة كانت حتى ولو كانت على حساب تدمير الآخرين. مسلسل زراعة الخضروات المروية بمياه المجاري امتد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وطال كل مدينة وقرية وتحول من اراضٍ مكشوفة الى محميمات،و كل يوم نقرأ عن تجريف الكثير من تلك الاراضي واتلاف منتوجاتها ولم نقرأ عن العقوبات سوى اخذ التعهدات على اصحاب تلك الاراضي وبعدها تتكرر المأساة. صحيفة الوطن بعددها 3068 الاحد الموافق 27/ 2/ 1430ه نشرت خبراً مفزعاً في صفحتها 11 يقول الخبر: ازالة خمسين محمية تسقى بمياه الصرف الصحي وجاءت هذه الازالة بعد ان منح مالكوها من امير عسير مهلة ثماني واربعين ساعة اي ان مالكي هذه المحميات لم يقوموا بازالتها انما ازيلت عن طريق لجنة مشكلة من الامارة والجوازات والبلدية والشرطة ويقول الخبر انه سبق وان ازيلت مئة مزرعة كانت تسقى بمياه ملوثة ويديرها عمالة اجنبية. هذا الخبر سبقه الكثير من الاخبار وفي كثير من الصحف عن مزارع تسقى بمياه آسنة قامت الجهات المسؤولة بمداهمتها في كل من مكة والمدينة والرياض وغيرها من المدن والقرى وما ان يعلن عن اتلاف مزارع موبوءة في مكان حتى نفاجأ بوجودها في مكان آخر والارض تنتج والشعب يأكل والامراض تنتشر والانسان لا حول له ولا قوة. كتبت في مقالات سابقة عن مزارع في جنوبمكة تديرها عمالة مخالفة وتسقى بمياه الصرف وهذه العمالة لا يعنيها المواطن مرض او مات، كذلك صاحب الارض الذي اباح لهذه العمالة ان تحرث وتزرع وتصدر الامراض لاخوانه واهله المهم ان يقبض، تجرد من وطنيته وانتمائه فباع ضميره لأولئك الذين افسدوا في الارض ونحن كشعب ومواطنين نشكر الجهات المسؤولة من بلدية وشرطة وجوازات التي تداهم هذه الاماكن وتتلف تلك المحاصيل القاتلة وكلنا نرجو ان يكون العقاب صارماً لكل من فعل وساعد وسهل ايذاء الابرياء بتلك الميكروبات والاوبئة ويكون التشهير بالعقاب والاسماء حتى لا تتكرر هذه الافعال ونكون في طمأنينة عندما نتناول خضروات وطعاماً آمن خالياً من أمراض لم نكن نعرفها..