* لقد أدركت بليدات المدن أهمية تسمية وترقيم الاحياء والشوارع، فنفذت بلديات المدن الكبرى منها بخاصة مشروع تسمية وترقيم الاحياء والشوارع، ولكن هذه التسميات والترقيمات جاءت - للأسف الشديد- بشكل كثيف ومبهم فهي كثيرة كثرة باهظة، حتى إنك تجد لجزء صغير من شارع اسماً، وفي حي صغير لا تتعدى مساحته ألف متر مربع عشرين اسماً، وهي أسماء غريبة تتوقف عندها كثيرا فهي مثل طلاسم أو رموز لمعادلات كيميائية، فلم تستعمل ولم يستفد منها البتة، بل قوبلت بالنقد والاستهجان فيما بيننا. * ولعل البلديات شعرت بهذا، فقد اجتهدت مؤخراً في اجراء تعديلات وتغييرات لبعض هذه التسميات ولكنها جاءت - أيضا- على غير المأمول والمتوققع حتى لكأن تسمية وترقيم الأحياء والشوارع مهمة صعبة وشاقة ومستحيلة !! * إن كل شوارع الاحياء - مهما كانت كبيرة وممتدة طولاً وعرضاً - يطلق عليها اسم واحد مع عدم الأخذ في الحسبان تقسيم تلك الاحياء الكبرى إلى الجهات الأربع مثل: حي العزيزية الشمالية، وحي العزيزية الشرقية الخ، حتى يسهل التعرف على تلك المواقع، كما أن شوارع الاحياء كبيرها وصغيرها حتى لو كان عرضه ممراً يطلق عليه "شارع". * والمعروف أنه ينبغي أن يكون هناك فروق بين تلك التسميات، فالطريق يطلق على الطرق الرئيسة بين المدن والطرق الدائرية، والشارع يطلق على الشوارع الرئيسة في المدينة طولاً أو عرضاً حسب اتجاه الشارع إلى مركز المدينة أو وسطها، والجادة تطلق على الشوارع الرئيسة داخل الاحياء، أما الفرعية وما يتفرع منها فتسمى بما تعارف عليه في كل مدينة من المدن بحيث تتميز كل مدينة بتسميتها الخاصة بها، فتكون في مكةالمكرمة "زقاق" وفي الرياض "سكة" وهكذا. * وقد اتجهت بعض بلديات المدن إلى تغيير ما كان قد وضع على الشوارع من الطلاسم والرموز السابقة، ففي مكةالمكرمة - مثلا- أطلقت البلدية اسم الشارع الرئيسي في بعض الاحياء شارع التمور، وما يتفرع من هذا الشارع من شوارع اطلق عليه اسماء أنواع التمور، مثل شارع السكرية، وشارع الشلبي، وشارع المكتومي. * وبدأت أمانة العاصمة المقدسة مؤخراً بعمل تسمية جديدة وللمرة الثالثة، ولكنها لم توفق: حيث بدأت بتغيير حتى أسماء الأحياء!! والمطلوب هو تسمية الشوارع وليست الأحياء !! لأن الأحياء في العاصمة المقدسة معروفة منذ القدم ولا يمكن تغييرها مثل: العزيزية الشرقية والذي غير إلى حي المرسلات!! والعزيزية الغربية إلى حي الجامعة!! وهكذا بعض الاحياء!! * وكان ينبغي على أمانة العاصمة المقدسة أن توكل هذه المهمة إلى مجلس المنطقة، بعد الاستعانة بكبار السن وبالمتخصصين في التاريخ، واللغة والتربية، وألا تترك هذه المهمة لاجتهادات بعض موظفي الأمانة. ** قبسة: الكتاب يقرأ من عنوانه. "مثل عربي" مكةالمكرمة ص.ب: 233 ناسوخ: 5724333 [email protected]