هذه هي الاتصالات .. وما أدراك ما الاتصالات لقد ساقتني حماقتي إلى طلب تركيب تليفون أرضي سعيا إلى الاستفادة من مميزات ال (D.S.L) منذ أيام فقط وبعدما تم تركيب التليفون بدأت المأساة والمعاناة مع هذا التليفون اللعين.. فبعد أسبوع من تركيبه فوجئت عن طريق الصدفة أن تليفوني يعمل في مكان آخر وذلك عندما أجاب على اتصالي إحدى السيدات الفاضلات وعندها بادرتها سائلاً : (هل هذا منزلي ؟) فقالت لا.. عذرا فالخطوط قد اختلطت وقد اتصلت بالأعطال بعد معاناة فأجابوا بأن الخط سيعاد بعد 48 ساعة!! - فكيف يكون شعورك وتليفونك يعمل في مكان آخر نتيجة خطأ من الشركة وأنت في مكانك ساكن بلا حراك - وطلبت منى السعي في الاتصال بهم عسى أن يستجاب لنا.. فما كان مني إلا الاتصال بهم طوال يوم كامل فلا مجيب.. فأشار لي صديق اثقلته التجارب مع الأعطال فأكسبته خبرة بميعاد الاتصال الأمثل وذلك بأن اتصل في ساعة الفجر المباركة، وظللت مستيقظا حتى لا تفوتني تلك الساعة المباركة.. وفعلا اتصلت وأجابوني بأنهم سيعملون اللازم بعد 24 ساعة وتم إعادة الخط المفقود إلي وحمدت الله. ولقد ازداد عجبي ولقد ازدادت دهشتي حيث لم تدم فرحتي بعودة الخط إلي فلم يقتصر الأمر على ذلك فبعد 24 ساعة فقط من إعادة الخط سحب في مكان آخر غير الأول عند ذلك أصابني الذهول حيث لم تدم سعادتي 24 ساعة عندها أصبت بالنكد وأعدت الكرة المريرة مرة أخرى وهيهات أن نجد أذناً صاغية حتى كتابة هذا المقال.. وفي هذا الأثناء بعد اتصالي بهم طلب مني موظف (907) الأعطال أن أفيده بالرقم الذي أتاني خطأ فقلت له لا أعلم فقال لي اتصل بأي شخص لديه اظهار.. فقلت لا أعلم أحداً لديه اظهار، فأشار علي بأن اتصل ب (905) وليتني لم اتصل فعندما طلبت من الموظف أن يسعفني بالرقم حيث كان (907) في ذات الوقت على خط جوالي فأبى أن يفيدني بالرقم فشرحت له المشكلة ولكنه لم يستجب أخذت ارجوه حيث كنت ما بين (905) و (907) في آن واحد فإذا به تسمح أخلاقه الطيبة بأن يقفل الخط في وجهي.. ومما زاد الطين بلة أنه في هذا الأثناء تم الاتصال على جوالي بأن الفني الذي سيقوم بتركيب الموديوم وال (D.S.L) في الطريق إلي فطلبت منهم التأجيل لأن الخط ليس في حوزتي الآن. ومن العجيب أنه عندما تتصل بالأعطال طوال ساعات يأتيك ما يؤنسك من ترديد عبارات الثناء على الخدمة المقدمة إلى الجمهور فمثلا تسمع: "ولتأكيد اهتمامنا على جودة الخدمة سيتم تسجل مكالمتك" ولا أدري أين هذه الجودة، كما تسمع: "اتصالكم محل اهتمامنا" وثالثة: "نحقق تطلعات عملائنا" ولا أدري لم كل تلك الشعارات الجوفاء ونحن نذوق مرارة التواصل مع الشركة والتي كانت في بداية أمرها أفضل خدمة من ذلك. رغم ما صارت إليه الحياة من تقدم علمي وتكنولوجي ولكنه يبدو أنه لم يأت لصالح العميل. وسؤالي: كيف يكون تقييمنا لهذه الخدمة في ظل تلك الإخفاقات؟! وإلى الأمام يا.. شركة الاتصالات!