قال لي زميل قديم من الاجيال التاريخية التي عملت ومازالت في غرفتنا التجارية الصناعية الرائدة بجدة لسنوات طويلة .. ونحن نتحدث حديثا أخويا عن الجديد في بيت التجارة .. وجهود الاجيال السابقة التي عملت في هذا الكيان الوطني وواكبت تطوره من مبنى محدود الادوار في شارع الميناء الشهير القديم .. الى مبنى شامخ وحديث في اشهر المناطق الراقية على الكورنيش والبحر. وعن مدينة المستودعات ومركز جدة للمعارض .. وهذا الاخير وقفنا عنده كثيرا بحكم صلة العمل فيه من خلال تنظيمي لمعرضنا العقاري .. اقمت حتى الان من خلاله سبع دورات ناجحة تجاوزت آخر صفقاته 10 مليارات ريال. وذكر لي أن اعضاء مجلس ادارة الغرفة في تلك الحقبة يتقدمهم عمنا الراحل المقيم الشيخ اسماعيل ابو داؤود طيب الله ثراه .. والمرحوم الشيخ عبد القادر الفضل رحمه الله والد رئيس الغرفة الحالي والاستاذين عبد العزي السليمان وعبد الرؤوف ابوزنادة أطال الله في عمرهما . كانوا ممن قاموا بتنفيذ فكرة اقامة مركز جدة للمعارض الذي اصبح اسمه يتأرجح بين المنتديات والفعاليات والاسم القديم الذي لم يستقر عليه الجميع ويقره .. فمازال الاسم القديم عالقاً في المطبوعات والاذهان .. بل يطلق عليه البعض اغلب الاحيان "معرض الحارثي" لأنها من اكثر شركات التنظيم التي تقيم المعارض فيه. واول من بدأ العمل في هذا المجال من خلال الخيم في حي الجامعة. واستقر الاعضاء التاريخيين على ان تشيد الغرفة المركز على حسابها خلاف ما فعله اعضاء ورجال اعمال غرف المنطقتين "الوسطى والشرقية" حيث تولت شركات متخصصة في المعارض اشترك فيها بعض الاعضاء بالانفراد واقامة مراكز معارضها .. وكانت فكرة اعضاء غرفة جدة ان تتولى الغرةف اقامة مركز معارضها وتؤجره باسعار زهيدة وفي متناول كل شركات تنظيم المعارض الوطنية .. حرصا منها على تشجيع المعارض الوطنية وبالذات المصانع السعودية.. وكان لهم ما أرادوا.. ولكن لم يستمر الحال حسب المطلوب والمخطط له واحلام الكبار ..بعد ان اصبح بعض الاعضاء الجدد في الغرفة مسؤولين عنه .. وضاعفوا من ايجاراته باسم التطوير والاستراتيجية الجديدة التي لم نشاهدها ونلمسها .. وفرضوا اسعارا ارهقت كاهل شركات المعارض الوطنية.. بل وبلغت بهم الجرأة الى الغاء امتياز تنظيم معرض الصناعات الوطنية الوحيد الممنوح للغرف السعودية من مقام وزارة التجارية والصناعة .. وتنظيم معرض الصناعات الوطنية من خلال منشآتهم في المجال. رغم ان النظام ونصوصه تمنع ذلك .. فهل يعيد الرئيس الجديد الاستاذ محمد عبد القادر الفضل الذي خدم والده الغرفة بكل إخلاص لاكثر من ثلاثين عاما وكان يحرص على ان تبقى اعماله في الظل بعيدا عن الاضواء والبهرجة الإعلامية وحب الظهور .. وكان يهمه في المقام الاول خدمة أهل مدينة "جدة" ورجال أعمالها وتجارها. فهل يحقق الابن مبدأ واحلام الوالد رحمه الله ..ويعيد الامور الى نصابها في مركز جدة للمعارض .. وتصح مقولة من شابه أباه ما ظلمه؟!...أتمنى ذلك. ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية عضو هيئة الصحفيين السعوديين عضو اللجنة العقارية بغرفة جدة