لقد غفل الكثير من الآباء خصوصاً في هذا الزمان عن أهمية تحصين أبنائهم والعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة في فترة دخول المساء ما بين وقتي المغرب والعشاء .. حيث أن الشياطين تبدأ مع حلول الليل والظلام تنتشر لتبحث عن مأوى لها لأنها تنتشر انتشاراً هائلاً وبأعداد هائلة لا يحصيها إلا الله سبحانه، ولذلك فهي في حركة جنونية تبحث عن شيء تأوي إليه، فتنطلق بسرعة فائقة ليأوي بعضها إلى إناء فارغ وآخر يأوي إلى بيت خرب أو بيت أحد الناس ومنهم من يأوي إلى فئة من الناس وهم لا يشعرون بهم، فكل الشياطين نعوذ بالله منها ومن شرها وشركها ونفثها خصوصاً في هذا الوقت تجري كالريح المرسلة في البر والسهول والأودية والبقاع وفي الأماكن القذرة والنجاسات وأماكن القمامة. وقد تصادف هذه الشياطين في سرعتها الجنونية في تلك الساعة أطفالاً أبرياء يلعبون ويلهون خارج منازلهم مثل الذي نشاهده في زماننا الحالي خصوصاً بين وقتي المغرب والعشاء إلا ما رحم فيترك الأبناء يلعبون ويلهون في الميادين والبراري والملاهي وشواطئ البحار والأنهار.. وهذا هو الخطأ فربما تصادف تلك الشياطين في جريانها في هذه الساعة طفلا فتأوي إليه وتتلبسه وربما تخرج منه بعد فترة وربما تمكث فيه لبعض الوقت، ذلك أن بعض الآباء قد نسوا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بحفظ الصبيان خلال تلك الفترة.. مع العلم أن غالبية الأطفال الصغار يلبسون (الحافظات/ الحفائض) لتقيهم مشاكل التبول وغيره، ومعلوم أن النجاسة هدف للشياطين خصوصاً في مثل تلك الأوقات.. وربما تتلبس من هم أكبر سناً ما عدا الذين يستطيعون تحصين أنفسهم بالآيات والأدعية المأثورة والاشتغال وقت المغرب والعشاء بالصلاة والتسبيح. وهنا يأتي دور الوالدين لحماية أبنائهم الأبرياء وتحصينهم وعدم تركهم يخرجون في أوقات انتشار الشياطين فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ).. فجاء الأمر بتغطية الإناء، وإيكاء السقاء، وإغلاق الأبواب، وذكر اسم الله عليها، وإطفاء السراج والنار عند النوم، وكف الصبيان عن الخروج وكذلك المواشي خلال تلك الفترة. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ أي كل ما ينتشر من ماشية وغيرها وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ).. هذا ولا ننسى حديث القيلولة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (قيلوا، فإن الشياطين لا تقيل) وهي النوم في الظهيرة بعد الصلاة.. وتصادف وقت خروج الأبناء من المدارس فينبغي للوالدين الحرص على ألا يخرج أبنائهم فيها بعد عودتهم إلى اللعب واللهو بل البقاء والراحة ومعروف أنها فترة قصيرة يمكن أن يستريح فيها الأبناء وكذا الآباء الذين يعملون على فترتين. ولهذا عزيزي القارئ: يتعين على الآباء والأمهات أن ينتبهوا ويتحصنوا ويحصنوا أبنائهم بالأدعية المأثورة كل صباح ومساء وعند دخول المنزل وخروجه فكلها تحصينات تدفع الشيطان عن المقيل والمبيت والأكل والعبث في المنزل.. حفظنا الله وذرياتنا أجمعين.. والله المستعان . [email protected]