دراسة مصرية حديثة تشير نتائجها إلى أن المرأة الشرقية عموما والمصرية بشكل خاص أكثر ميلا للثرثرة من المرأة الأوروبية والغربية، إذ تستخدم الأولى (24) ألف كلمة في أحاديثها وثرثراتها اليومية بزيادة ملحوظة عن عدد الكلمات التي يستخدمنها الأوروبيات، وهذا لا يعني بالضرورة أن نساء الشرق يتمتعن بمناخ ديموقراطي يتيح لهن التعبير بحريّة عن معتقداتهن وربما كان العكس هو الصحيح، فمناخ الكبت على المستويين الشخصي والعام قد يكون هو الدافع وراء الرغبة في البوح والغضفضة والثرثرة، وربما يفضي ذلك إلى ما هو أفدح بالغيبة والنميمة واطلاق الشائعات، وإلى إرساء قاعدة جديدة في الجمال الأنثوي تتعلق بالمرأة الصموت! العلماء حاولوا تفسير المسألة من ناحية عضوية، وقالوا إن مخ الأنثى يحتوي على 11 بالمائة خلايا عصبية أكثر من الرجل وبخاصة في المنطقة المسؤولة عن مراكز الاحساس والذاكرة، وتدعي خبيرة في المحادثة أن الجزء الخاص بالكلام في دماغ الرجل يقفل أبوابه بحلول المساء، بحيث يعود الرجل للمنزل في حالة لا تحتمل الحديث الطويل أو المناقشة الجادة، بل أن أحد علماء النفس يرى أن هرمون الاستروجين الانثوي هو الذي يحفز القدرات العصبية للاتصال المخصصة للكلام فقط لدى المرأة، ويدفعها لهذا الانتاج الكمّي الوافر من الكلمات ذات المعاني المتباينة. والعرب يفضلون المرأة الصموت أو قليلة الكلام، ولعلهم بهذا يضعون معايير جديدة للاتصال غير المنطوق بين الرجل والمرأة، ذلك الذي يقول فيه الشاعر: وتعطلت لغة الكلام وخاطبت.. عيناي في لغة الهوى عيناك، لكن هذا لا يمنع من ترديد القول الشائع: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وقد يأتي يوم تكون فيه الحكمة الصينية المعروفة: لا أسمع لا أرى، لا أتكلم.. هي المعايير الجديدة للجمال الأنثوي.. ذلك الذي يشمل الودود الولود الحوراء.. البكماء! الوطن العمانية