التطور لغويا .. هو الانتقال ، من مرحلة إلى مرحلة أخرى , أو الانتقال من طور إلى طور آخر .. وغالبا ما يكون الطور التالي خيراً مما يليه من الأطوار.. ولذلك يشير المولى إلى هذه فيقول "ما لكم لا ترجون وقارا وقد خلقكم أطوارا" .فالإنسان في نموه الجسدي والفسيولوجي والفكري يتدرج ويتطور فمثلا ً النمو الفسيولوجي يتطور في مرحلة الطفولة عن مرحلة المراهقة , وعن مرحلة الشباب والرجولة , وكذلك يتطور في نموه الجسدي من الضعف في مرحلة الطفولة إلى القوة في مرحلة الشباب , ثم الضعف ثانية في مرحلة الشيخوخة ,وكذلك في نموه الفكري , يتطور من عدم الإدراك إلى الإدراك المجرد , ثم إدراك المعاني والمدلولات غير المجردة وهكذا . ونحن كشعوب عربية .. تطورنا كثيرا .. في المقتنيات الحضارية , فأصبحنا ننشئ المباني الضخمة , وأفخم الأسواق التجارية المجهزة بأحدث التقنيات ,وأسسنا أحدث الطرقات وشيدنا أرقى الحدائق , وخططنا لأفضل الموانئ والشواطئ .. تطورنا في هذه الجوانب كثيرا . وأهملنا الإنسان ذلك العنصر الذي يحسن التعامل مع هذه التقنيات الحضارية , أهملنا تطوير فكره وثقافته ووعيه .. ولذلك .. لازال أبناؤنا وشبابنا لا يحسنون التعامل مع كثير من المنشآت , فالحدائق العامة يتلف كل ما فيها من أثاث وممتلكات , والأماكن العامة , تملأ بالقاذورات والنفايات أما المباني المدرسية فهي شاخص تصويب لأهداف الأبناء , وينسحب هذا حتى على الممتلكات العامة في الدوائر الحكومية , فكثيرا ما تتلف لسوء الاستخدام .تطورنا كثيرا ولا زال أحدنا يسير بسيارته الفارهة ويرمي بالنفايات من نوافذها إنه تطور مذموم . تطورنا كثيرا , وامتلك كل واحد منا جهازاً محمولاً , بل كل فرد من أفراد العائلة يمتلك محمولاً, من أرقى أنواع المحمولات , ومنا من يمتلك أكثر من محمول في آن واحد .. هذا حسن وجيد , ولكن مع كل هذا التطور فقليل منا من يحسن التعامل مع هذه التقنية , والأكثر هم أولئك الذين لا يحسنون العمل معها .. فيخترقون بها خصوصية الآخرين , ويؤذون بها أنفسهم , ويعصون المولى بتلك الآفات من تحميل المقاطع الصوتية الغنائية ومقاطع الفيديو الفاضحة , والتعدي على الآخرين ونحو ذلك .. ولكي أدلل لك على ما أقول عند حدوث أي حادث مرور تظهر لدى كثير منا ثقافة (اللقافة) .. والجمهرة حول الحادث تلك الثقافة التي تعيق حركة السير, وتعيق أولئك العاملين الذين يتطلب الموقف وجودهم من رجال الأمن والإسعاف ونحوهم , تلك الثقافة التي في كثير من الأحيان تولد حوادث أخرى . ومما يروى عن ثقافة أولئك الملاقيف .. (أن أحدهم رأى أناساً يتجمهرون حول حادث ما ولشدة , (لقافته ) وحرصه على مشاهدة ما يحدث في هذا التجمهر , نادى بصوت عال (إنه أخي )أفسحوا الطريق , فأفسح الناس له الطريق .. حينها فو جئ أن الملقى على الأرض (حمار ) أكرم الله القارئ . ص.ب 10543941321 Mabw123 @GMAIL.COM