من أبرز التحديات المعاصرة التي تواجهنا هي إيجاد الأرضية الصلبة التي يقف عليها جيل من أبناء الوطن نضع عليهم بكل ثقة آمال الأمة وصناعة مستقبلنا الوطني الذي يليق بتطلعات قيادتنا السعودية وفي زمن سابق كنا نكتفي بأقل القليل وفق احتياجات تلك الفترة بينما نحن الآن نقف على مفترق الطرق ونواجه تحديا مع أنفسنا بالدرجة الأولى قبل أن نواجه تحديات أخرى تحت أي مسميات وهو نتاج حضاري ومحصلة لفترة تأسيسية كان لابد منها بما صاحبها من تضحيات يجب أن تسجل وتوثق وتعلن بأسلوب يتناسب مع ثقافة الجيل الحاضر وأن تتبنى المؤسسات التربوية مشروعا وطنيا يساهم فيه كبار القيادات التربوية بمختلف مواقعهم تحت مظلة وزارة التربية والتعليم ولكوننا نعرف ثقافة وقدرات صانعي القرار في وزارة بحجم طموحات هذه الوزارة وإمكانياتها وقدرة قياداتها المهارية والتفكيرية ورصيدهم من مخزون التجارب الميدانية تؤكد نجاح مثل هذا المشروع الوطني و حاجته لإعتمادات مالية توازي أهميته وجدواه في شتى المجالات الحيوية التي يتوقع لها النجاح وتحقيق قفزات مؤثرة ايجابيا في الاستثمار الأمثل لصناعة لإنسان السعودي فكرا وتدريبا وإنتاجا وجدوى اقتصادية تقتحم بقوة معاقل البطالة التي طالت شريحة كبيرة من أبناء الوطن وجعلتهم عرضة للابتزاز والأفكار المسمومة بسبب الحاجة للمادة وما يوفر لهم سبل الحياة الكريمة وليس هذا تقصيرا من جانب الدولة ولكنه سوء تقدير من أطراف عدة ومنها أخطاء في تصميم حزم من البرامج وآليات التنفيذ التي كلفت الدولة مبالغ طائلة عن طريق قروض مالية أعطيت بسخاء لقطاع كبير من الشباب تعثرت منذ خطواتها الأولى وفشل معظمها لأنه ببساطة لم يواكبها برامج معنوية تأخذ بأيدي هذه الشرائح الشبابية وفُتِحَتْ قنوات الاستقدام على مصراعيها ليزداد الفشل بإدارة هذه المشاريع الصغيرة بأيد أجنبية وقروض وطنية لا تعرف من أبجديات التعامل إلا الكسب المادي ويرضى شبابنا السعودي بأقل القليل وينصرف أكثرهم لطلب الراحة والاسترخاء وممارسة سلوكيات تتنافى في الأصل مع أخلاقيات التربية ومنها الوقوع في فخ الإغراءات والسفر لخارج الوطن ومن غير المستبعد أن تمارس حزم من الأخطاء تتنافى مع أمننا الوطني وما يترجم الانتماء الصادق بالقول والعمل معا ومع جسامة المسؤولية لرسالة عظيمة قامت بها وزارة التربية والتعليم فلابد من تضافر كافة قطاعات الدولة وأجهزتها المعنية ومؤسسات المجتمع المدني وقطاعنا الخاص في بلورة إستراتيجية تنتظم من خلالها الدورة الحياتية لهذا الجيل الناهض بمسؤوليته التاريخية وشرف حمل الأمانة الوطنية وثقة كبيرة من قيادته ولنا أن نفخر بان لدينا خبرات متميزة من شبابنا سجلت نجاحات في مسيرتنا الوطنية ولديها الاستعداد لتواصل هذا العطاء متى ما وجدت الدعم المادي والمعنوي وعلينا أن نواصل البحث عن المزيد من هذه النوعية بعيدا عن التحيز والاعتماد على شركات كُبرى نفذت مشاريع مماثلة بعد أن جُيرتها بأسمائها ولصالحها معتمدة على خبرات أجنبية لأنه ما يهمنا هو صناعة مستقبل شبابنا بخبرات وطنية . [email protected]