* يستوي عند البعض ملخص ناصح ومادح متزلف .. في ضبابية ساذجة لا يفرق بين من يخطو نحو تحقيق بغية لنيل مكرمة ينقطع بعدها نشيد مديحه، وبين بشر هم ربائب حسن تسمو بهم الروح إن هوت إلى درك.. يطرب لهم الفؤاد عندما يسمع مناجاتهم .. فهم كالروض ..صور من ضروب شتى منها ما يفوح عطره.. وما يجود ليله بطل ممطر .. يهزك وفاؤه، وتبهرك أضواؤه.. أخلاق وأحاديث صاغها بحسن فن يسعد عارفيه ويشقي حاسديه. * ومنهم من تجذبك ريحه فتشقى بما سعدت فتضحي قزمًا عندما تشم أشذاءه فتهدك نتانته..!! * عجبت لهذا وذاك .. لأني سعدت بالأول .. ولم يحيرني الثاني لأنه لم يحيرني بفعله، فهو عدو للخير .. لكنني لا أقر بعجزي أبدًا فالناس من طبعهم وجبلتهم أقلهم إلى لسان الثناء إصغاء .. البعض يدفعونهم إلى الأمام.. والعاجز يبقى حيثما شاؤوا.. * فالصدق أضحى فريدا لسالكه، والمديح والثناء أصوات وأبواق مفزعة تروع برجع صوتها الأصداء.. فهم شياطين مدمدمة، دربهم قصير.. ودنياهم ظالمة .. دلَّلوه وأسرفوا في دلاله، ونهلوا من دعته ووداعته دون صد، وأسرفوا في فوز مراتبه فجاروا. * أما الخلي فتوارى بالحسن وتدثره دثارا، وأمسك عنه الإغراء فضاق بعد زمن جار عليه .. لم يبق منهم سوى رجع الصدى لتلك الأيام التي واكبته في غناء .. وأتذكر قول صديق: هل يستوي من عاش في دعة وباع فكره للأفكار ؟! .. فكم لامه صديقه في تبذيره على ندف لأنه ترك الحق إزراء. أما الخليون فما تركوه ولم يذرفوا دمعا.. وكيف وهو الصديق، والصديق له واجب التكريم والعطاء. * دعونا نُفِقْ ..وتعبق ريح الحسن وشذاها أفئدتنا لأنها الدواء .. وهي في شرعة الصداقة إخوة وأحباء. ص.ب 52986 -جدة : 21573