كلنا نرنو اليه.. نتطلع الى التوحد معه.. فيكون هتافنا الذي يتواصل فلا ينتهي.. وصاريتنا التي تعلو فلا تكون الا الظل.. والهامة معاً.. نحتاجه أبداً.. لينشر في أعماقنا الفيء.. والدفء.. والاستقرار.. يتوسدنا فتهمي العصافير.. والفراشات.. وحبات المطر! من أجله نحب.. ومن أجله ننطلق نحو الأعمق.. من أجله نطحن النفس بكل الأشواق.. والوشوشات.. والحنين.. فتأكلنا الأيام.. ويمضي بنا الزمن.. ونحن بين الآمال.. والمستحيل.. بين الممكن.. والبعيد الذي لا يمكن أن نصله أبداً. اذا أحببنا .. تألمنا.. واذا صادقنا الوحدة - تألمنا - واذا اشتقنا - تألمنا واذا ارتحنا - تألمنا !! مكتوب علينا هذا - الألم - فهو القريب منا.. الساكن أعماقنا.. حتى في اعز لحظات الفرح.. وأغلى مواقف الابتهاج.. لماذا يأتينا .. الألم - دائماً حتى يغطي قلوبنا.. وهتافنا.. وأصابعنا؟! لماذا يكون حضوره معنا حيثما كنا.. وأينما حللنا؟! لا ندري .. ولأننا لا ندري كان لنا هذا الحوار مع - الألم - نسأله.. ويجيب: * قل لنا:- لماذا أنت.. أنت دائماً هذا الحضور يثقل كاهل اللحظات الجميلة أيها الألم؟! ** قال: هذا غير صحيح.. أنا الذي أجعل الانسان يحس بأفراحه.. وأنا الذي أزرع هامة الابتهاج على جبهته، كيف تشعرون بالسعادة لولا معاناتي.. ومكابدتي؟! * قلنا: لكن هذا المبرر لا يكفي لتكون السكين الدائمة التي تشطر هناءة الناس؟! ** قال: أنا لست السكين .. أنا هذا الحد الفاصل بين أشياء كثيرة قد تقود الانسان إلى انعدام احساسه بقيمة أشيائه الغالية.. ولهذا ارتب أنا دائماً هندام اهتمامات الانسان وأزرعها حضوراً بين جوانحه.. أعترف لكم بأني قاس.. وبأني مؤلم.. وبأني أدمر أحياناً رغبة الانسان في تواصل مباهجه..لكني مع كل هذا فأنا الذي أمنح الانسان طاقته الشعورية بالفرح وبالسعادة.. * قلنا: ومتى تصل هذا الحد الأقصى من الإيلام؟! ** قال: عندما تصبح السعادة في حياة الانسان مجرد لعبة لا تزيده الا انغماساً في تلهيه!!.. وعندما يصبح الفرح ليس بأكثر من فاصلة عابرة فيتحول إلى حجر ملقى على كتف الطريق.. عندما يصبح الحب شعوراً باهتاً .. واحساساً عادياً لا يرقى إلى مستوى التضحية والعطاء والصدق والفداء.. أجيء أنا.. لأعيد للإنسان صوابة وأثنيه عن الانصراف إلى لامبالاته !! * قلنا: ومتى تكون هيناً.. رحيماً .. حنوناً؟! ** قال: لحظة أن يتوحد الانسان فيصبح صارية عالية. وشعوراً ضخماً شاهقاً.. عندها أجيء حيناً فحيناً ليس الا من أجل أن يستعيد الانسان شعوره بقيمة السعادة.. واحساسه بأهمية الفرح والتواصل. * قلنا: لكنك عريق.. أيها الألم.. الا تكف عن الترحال.. إننا نجدك في كل مكان..؟! ** قال: أنا بعمر الانسان وسأظل أبداً معه حتى تنتهي الدنيا .. حتى لا يصبح الانسان مجرد آلة لا تعي.. ولا تحس.. ولا تشعر.. * قلنا: وكيف هي علاقتك مع الانسان؟! ** قال: أعرف ما تقصدون.. لكني أطمئنكم فرغم أن الانسان يضيق بي.. إلا أنه ألف حضوري.. أصبح لا يخافني .. ربما يخاف تناقمي فقط.. * قلنا: وأنت كيف تنظر إلى الانسان؟! ** قال: الانسان ضعيف جدّاً ولهذا فهو يفرح باللحظة الجميلة في حياته وان كان يعرف بأنها لحظة عابرة.. ويبكي من لحظة الحزن وإن كان يعرف أنها لحظة عادية لابد أن تمر به.. مشكلة الانسان انفعاله فهو يتوتر بسرعة عندما تسلب الأيام منه السعادة.. وكأن السعادة قد ذهبت ولن تعود.. لا بد للانسان أن يسلم بأن الحياة فرح.. وترح.. ألم.. وفرح .. انه بهذا يحفظ لنفسه توازنها فلا تضل طريقها وهي تمضي صوب أهدافها.. وآمالها.. وأحلامها.. * قلنا: ربما.. لكننا نودعك أيها الألم عسى ألا يكون لقاؤنا بك قريباً؟! ** قال: ما دام هناك فرح.. لا بد أن يكون هناك ألم.. وحتى آخر العمر..!! كلام متعوب عليه ما فكرت في المسافات الا وهزني التفكير في امتدادها.. وطولها.. وعنفوان هجيرها.. وتساءلت: هل يمكن لهذه المسافات ان تكون الطعنة النجلاء التي تدمي ظهر الأشواق الجميلة.. الخضراء فترديها لتصبح جرداء حافلة بالعطش. إن المسافات دائماً في حياتنا تشكل الحد الفاصل بين الذي في أيدينا.. وبين الذي في أذهاننا من التطلع.. المسافات.. هي الشطر الذي يتوسدنا.. فنقلق منه.. وعليه.. نخافه.. ونحبه.. فهو بين كل الاشياء العامرة بالتطلع المهم.. والأهم. وحين تمضي بنا الحياة الى حيث نريد.. او الى حيث نتمنى.. لا نعبأ بالمسافات.. نعتبرها فاصلة في كتاب حياتنا.. وتتحول المسافات الى مشوار جميل نفرح به.. وننادي باستمراره في الذاكرة لأنه المشوار الذي اهدى الينا هتاف الاماني وهي تفرح بالتثبت على الصدر.. والأحداق.. إننا لا نحب المسافات.. ولا نكرهها.. الا بقدر ما تعطيه لنا.. وبقدر ما تجود به علينا.. وبقدر ما تمنحنا اياه من الفرح أو الحزن.. من الرضا أو السخط.. من الأمل أو التشاؤم.. غشقة أروع ما في الحياة انها تمنحنا بعض ما نريد.. وليس كل الذي نريد!! وقفة لحظة ان يتلفت الزمان فإن اقرب الأشياء اليه تلك المتطلعة للقادم من الأيام.. فهي التي لا ترضى الا بالمزيد..!! معنى نحترق أحيانا كثيرة لحظة أن تداهمنا الظنون.. انها النار التي تشب فلا ندري كيف نلقاها.. ولا كيف نطوقها!! رؤية دائماً نحتاج الى أن ننصت إلى أعماقنا.. نحاورها.. ونداولها.. حتى نتعرف عليها أكثر.. حتى نكون أقرب اليها أكثر!! الساعة الواحدة من أين جئت - صغيرتي - كيف خطرت ببالك اللحظة.. ومن الذي ذكرك برقم هاتفي.. ولون قلمي.. وهتاف قلبي.. أنت.. هذه المفاجأة الحلوة التي تمطرني بالرضا.. وتزرعني ابتسامة أحلى على خد القمر! الساعة الواحدة.. هذا توقيت جميل لابد ان تظل عقارب الساعة لعمري كله الواحدة.. الواحدة فقط!! صوتك.. مازال محتفظاً بدفئه.. وحنانه.. ودلالاته.. همسك.. مازال قادرا على الرحيل في شراييني كلها.. أنفاسك.. مازالت هي الارتعاشة التي تصيبني بإغماءة الفرح.. أنا في ذاكرتك.. إذاً فأنا بخير.. والدنيا بخير.. والحب بألف ألف خير..!! أحلى الكلام شعر/ خازن عبود لا.. لا تقل احببت غيرك يا هاجري ونكثت عهدك أمن المودة ان تسيء الظن بي.. وتطيل صدك ما ضرَّ لو عاد الهوى وجعلت من عيني مهدك وسخرت من همس الوشاة ولم تسل.. واعدت ودك يا حلو.. ما ذنبي ان كنت في قلبي ان عشت في هدبي درب الهوى دربي يا أنت.. يا حبي ** لا.. لا تقل احببت غيرك ظلمتني.. وظلمت نفسك كم غرت في حبي عليك من النسائم ان تمسك أنا كل همي ان تظل بجانبي.. وتعيد أمسك قلبي سيبقى عاشقاً في القلب في الهجران.. قلبك ** يا حلم انغامي لونت أيامي ومشيت أحلامي درب الهوى.. دربي يا أنت يا قلبي.. يا أنت يا حبي..