قلب هذا الوطن الغالي الملك عبدالله رعاه الله، قائد النهضة الغيور الذي لا يدخر جهداً إلا وبذله من أجل دينه ووطنه وشعبه، والحق ان مهما قيل وكتب عن انجازات هذا القلب، فلن تتسع الأوراق لما بذل وقدم ويقدم ،وما قام به أيده الله مؤخراً من تعديلات وتشكيلات وزارية ينم بوضوح عن سياسته الحكيمة المتزنة في سبيل نهضة الوطن ورفعة المواطن وخدمة الدين، ولعل من أبرزها ما شملته تعديلاته قطاع التعليم الذي يعد النواة الحقيقية لتقدم الشعوب ورقي فكرها، وهذه الالتفاتة العاقلة والرؤية الراشدة أتت لقتل "العوز" الحقيقي الذي يعاني منه هذا القطاع المهم منذ مدة ليست بالقصيرة وفي الوقت والتوقيت الصحيحين. بداية نرفع أجمعين التهنئة لسمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله بهذه الثقة الملكية ونقول له: أمامك الكثير .. الكل ينتظر رؤية علمك .. الكل ينشد ويترقب ويأمل وكذلك الفكر والكتاب والقرار.. تحت يديك ملايين العقول المتعطشة للفكاك من شبح التلقين وقافلة ارهقتها الرمال لعقود، ومسؤولية ثقيلة أعانك الله على حملها وتحملها وأدائها. في بيتك شجرة نتمنى أن تخضر وتثمر من جديد على كفيك والأمل في الله ثم فيكم.. إن اسهبنا او اطنبنا في الحديث عن هذا القطاع فالاسهاب والاطناب أمران محمودان لأهميته، وفي نظري كما في نظركم أنه الحوض المحتضن للمعرفة التي هي قوام تقدم كل وزارات ومؤسسات وقطاعات الدولة عامتها وخاصتها على حد سواء. كما لا يخفى على سموكم الخلل والركود اللذين عانى منهما طويلا قطاعنا التعليمي وحان الوقت الآن لتصحيح هذا الخلل والذي ما إن يتم القضاء عليه حتى ونزاحم بوطننا كل وطن وهذا ما نتطلع الى تحقيقه ونيله وفاءً وحباً لترابه العزيز.. اعتقد بأن قوة اي مجتمع وسلامة فكره وسبب نهوضه وتطوره مرتبطة ارتباطاً وثيقا بقوة وسلامة تعليمه ولا سيادة لمجتمع ولا سؤدد بدون تعليم وتعليم سليم في واقع الأمر..والله الموفق.