بسم الله .. الحمد لله الذي جعل لنا موطناً نأوي إليه ونسعد بالانتماء الصادق والحب لترابه ومقدساته التي تهوي قلوب المسلمين إليها , يقطعون الفيافي والقفار للوصول إلى مهبط الوحي ومسجد المصطفى عليه السلام . الأوطان العربية اليوم تعيش مخاض ربيع ثورات مؤلمة وفوضى سياسية خطرة ومزالق فتنٍ قد يصعب الخروج منها بلا راية واضحة ولا قيادة حاضرة لكنها الثورات التي تقبل ضاحكة وتدبر عابسة . يحل الأول من الميزان ليعلن إشراقة يوم التأسيس والتوحيد في احتفائية (81 ) ليوم الوطن وملحمة تؤسس لميلادٍ مزهر للمملكة العربية السعودية , بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الملاحم والتضحيات قادها الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه – ورجاله المخلصون . تخرج هذا الإمام العظيم من مدرسة الصحراء المقحلة ومن تسلط القوي على الضعيف , من سيادة لغة البندقية وعرف القبيلة . تغيب الشمس فتغلق أساور المدينة لعلهم يأمنون من إغارة قاطع طريق أو طالب دم أنهكه الفقر وغطرسة الجهل . نهض هذا الإمام المبارك ليعيد تاريخ أمجاد الأسرة السعودية الأولى والثانية وليعلن للعالم أجمع أنه قوي بتوفيق ربه وعزيمة رجاله المخلصين , قادر على أن يوحد البلاد ويحمي حمى التوحيد والعقيدة , هكذا كانت همة الإمام الصالح الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - وقد قيل النية مطية , اجتمع لهذا الأمام صلاح نية ومقصد – نحسبه كذلك – حنكة وعزيمة وتفاؤل لم يثنه عن تحمل المصاعب والتغلب على كثير من المخاطر التي كادت أن تنهي حياته وحلمه , وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام . قرب العلماء وأحبهم لم يخرج عن رأيهم , أقام العلاقات السياسية التي تضمن لبلادة الاستقرار والقوة وحسن الجوار . وفق الأمام عبدالعزيز –رحمه الله - لاختيار رجال مخلصين لازال ذكرهم وقصصهم تروى للأجيال ساندوه وأخلصوا لهم حتى قامت الدولة قوية منيعة . الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – لم يكن غائباً عن الحرمين الشريفين والعناية بهما بل كان همه تسهيل ضيافة حجاج بيت الله الحرام , لتيقنه بأنهما دعامة الدولة والدين ومهوى قلوب المسلمين في كل مكان . قرائي الكرام الكتابة عن الكبار أمر صعب , ومدادي اليوم تفرقت حروفه وكلماته , أحسب أنني لا أستطيع أكمل الكتابة عن سيرة عطرة مليئة بالدروس والعبر سطر التأريخ مجدها وسؤددها . ماحدث في الجزيزة العربية من التوحيد والتأسيس حدث لم يمر على جزيرتنا منذ قرونٍ طويلة . احتفائية الوطن اليوم هي تعبير عن شكر لله تعالى على هذه النعمة والمنحة الإلهية , ودعاء لمن كان له الفضل بعد الله تعالى فرحم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وجعل منازله الفردوس الأعلى ووفق الله أبناءه من بعده الذين ساروا على العهد والوعد , وأدام على قيادتنا الحكيمة من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبه الثاني والأسرة الكريمة وشعبنا الكريم الأمن والاستقرار ورفاهية العيش ورغده . بصراحة : مواطنتك أيها المسؤول ليست بشتاً مذهب الجوانب وابتسامة وقتية , إن مواطنتك الحقة عندما تكون رقابتك حاضرة وضميرك حي مستحضراً عظم الثقة والمسؤولية من ولاة أمرك , بابك المفتوح لاستقبال صاحب الحاجة والسؤال ... وأنا وأنت أيها المواطن مواطنتنا برعاية الأجيال من كل فكرٍ منحرف وسلوكٍ خاطيء وحفظ لألسنتا من القيل والقال وثقافة عنف لا تولد إلا عنفا لا يصب بمصلحة وطنٍ عزيزٍ علينا . دمت بخير وطني الغالي .... أحمد بن سليمان السعيد مشرف تربوي بتعليم القصيم [email protected]