صرّح مدير مكافحة التسول بمكةالمكرمة الأستاذ منصور الحازمي في جريدة عكاظ بأن نسبة المتسولين السعوديين انخفض إلى 2 % من اجمالي 902 متسول ضبطوا العام الماضي . وعزا ذلك الإنخفاض إلى زيادة مخصصات الضمان الإجتماعي وتعاون الجهات الأخرى مع إدارة التسول . والحقيقة أن تعاون الجهات الأخرى مع إدارة التسول غير مفعّل بالشكل المطلوب في معظم المواقع ماعدا المنطقة المركزية حيث أن هناك لجنة مكلفة لمكافحة الظواهر السلبية في المنطقة . فإذا ابتعدنا قليلا عن المنطقة المركزية وجدنا كثيرا من حالات التسول والباعة الجائلين عند إشارات المرور وخاصة في ميدان الدوارق مدخل مكةالمكرمة وعند تقاطع الحلقة أمام متجر المستهلك ومواقع أخرى . وسبق أن أشرنا أكثر من مرة عن الإفريقيات المتسولات في تقاطع الحلقة بشكل ملفت للنظر حيث يبدأ نشاطهن مع بزوغ الفجر وفي جميع الإتجاهات ويقوم أحد السماسرة بإحضارهن ويتم التنسيق معه عبر الجوال الذي تحمله المتسولة . إن عملية التسول أصبحت أكثر تنظيما لجمع المال واستنزاف خيرات البلد ولها أضرار اجتماعية واقتصادية وأمنية بالاضافة إلى حرمان الفقراء من الأرامل والأيتام والعجزة الذين لا يسألون الناس إلحافا . فأين مكافحة التسول والجهات الأخرى المكلفة بالتعاون معها لمنع هذه الظاهرة . والغريب أن بعض الناس يتصدق على المتسولين عند إشارات المرور وهذا مما شجعهم على التواجد في هذه المواقع الخطرة . فالاعلام المرئي والمسموع والمقروء مقصر جدا في توعية أفراد المجتمع بأخطار ظاهرة التسول وما ينضوي تحتها من سلبيات . فلماذا لا تكون هناك لوحات عند إشارات المرور تحذر الناس من تقديم العطايا والصدقات للمتسولين عند إشارات المرور حفاظا على أرواحهم ودرءا لحوادث السير التي يتعرض لها السائقين جراء الاصطدام بالمتسولة وهي تتجول بين المركبات دون وعي ولا إدراك للأخطار المحدقه بها . علما بأن هؤلاء المتسولات من المخالفين لأنظمة الإقامة . إننا نرجو أن تمتد جهود فرق مكافحة التسول إلى خارج المنطقة المركزية , ونأمل أن تكون هناك جولات على المساجد الكبيرة بعد كل فريضة وخاصة فريضتي المغرب العشاء وصلاة الجمعة حيث تنشط عملية التسول . فالحاجة ماسة إلى تضافر جهود المواطنين وكافة الأجهزة الحكومية للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة . والله المستعان . مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]