الوهم حجه واهية لمن لا أساس راسخ له في الحياة ، وأحد أخطر أعداء الإنسان ، وله أكثر من وجهه (التخيل – التنبؤ – المرض – الإحساس – العظمة) فكم أوهن قوى ، وكم قتل من طاقات ، وكم بدد من قدرات ، وشلّ من إرادات ؟ فهو داء خطير من أبتلي به يعيش معذباً ليلاً نهار لا يستطيع النوم ، قلِق طوال اليوم ، همومه كثيرة ، يفقد القدرة على التفكير السليم ، ويصبح غير قادر على اتخاذ القرارات ، ويفقد ثقته بنفسه ولا يجد أمامه إلا الأوهام ليعيش فيها وبها ، ومع مرور الوقت ينفصل عن الواقع المحيط به ، وشيئاً فشيئاً ينعزل ويكتئب ، وقد عرف بأنه (الشعور بما ليس وجود له ، وليس له أساس من الصحة – إحساس كاذب مختلق بعيد كل البعد عن وجه الحقيقة – التثبت بحبل الأمل المفقود - توهم الشيء كان في الوجود أو لم يكن) وأثبتت إحدى الدراسات الأمريكية أن ما نسبته 50 % من مراجعي الأطباء الباطنيين لا يعانون من أي مرض إنما هم يعيشون في وهم المرض أو مرض الوهم ، يقول ديل كارينجي - إن أفكارنا هي التي تصنعنا ، واتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير مصائرنا – وقد ذكر مؤلف كتاب الطرق الحسان - إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي ... أما مريض الوهم فهو في دوامة لا تنتهي ... فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مساً من الجن أو أنه مسحور ، يتشوش فكره وتضطرب حياته ، وتختل وظائف الغدد ، وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر ، وربما يحدث له تشنجات أو إغماء ويسمى في علم النفس الحديث (الإيحاء الذاتي) - وجاء عن ابن القيم رحمة الله - ... وإياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإيراداتك فإنه يفسدها عليك فساداً يصعب تداركه ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة ، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك ، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك – وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاد أعرابياً مريضاً يتلوى من شدة الحمى ، فقال مواسياً ومشجعاً : طهور ، فقال الأعرابي : بل هي حمي تفور ، على شيخ كبير ، لتورده القبور . فقال عليه الصلاة والسلام : فهي اذن . فمن أبتلي بالوهم وحير الأطباء واحتاروا فيه ، فهو بذلك بعيد كل البعد عن طرق العلاج السليمة التي لا يجدها سوى في تلاوة القرآن الكريم ، وتدبر معانية ، والمحافظة على الأذكار النبوية الشريفة ، والارتباط مع خالقه تبارك وتعالى عبر العبادات النافلة التي يستثمرها وقت فراغه في ذلك ، فالوهم علاجه بيد الموهوم . همسة : الوهم عدو الحقيقة . دعاء : اللهم أخرجني من ظلمات الوهم ، وأكرمني بنور الفهم ، اللهم افتح علينا أبواب رحمتك ، وانشر علينا خزائن علومك ، وأرزقناً من خزائنك التي لا تنفذ ، اللهم أهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، وكن بنا رحيماً يا رحمن يا رحيم . ومن أصدق من الله قيلاً {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . ناسوخ / 0500500313