يقول "كين بلانكارد"، مؤلف كتب التطوير الذاتي والإدارة الشهير عالميا بأنه لاحظ وجود اربع قواسم مشتركة بين الناجحين من رواد المشاريع والأفكار المبدعة والإنجاز في الحياة تتمثل في التزامهم بتطبيق الباءات الأربع في حياتهم وهي الحروف الأولى للكلمات الانجليزية : "باشن" وتعني الشغف والولع، "بيبل" وتعني الناس، "بروفيت" وتعني الربح، "برايورتيز" وتعني الأولوليات. هذه الباءات الأربعة هي سر نجاح اولئك الذين تمكنوا من تحقيق احلامهم ومشاريعهم. دعنا الآن نتناول هذه الباءات بالتفصيل حتى تكون واضحة للقراء الأفاضل: الشغف: باشن اذا لم تكن شغوفا ومحبا لعملك والنشاط الذي تمارسه من أجل لقمة العيش فلن يكون بمقدورك أن تبذل جهدا اكبر من اجل ان تكون الافضل في مجالك ولن تحقق النجاح . اذا كنت تمارس عملك من دون الإحساس بعامل الزمن فأنت حينئذ تحب عملك. اما اذا احسست ببطء الوقت وثقل العمل فأنت في خانة من لا يحبون عملهم. ممارسة العمل الذي تحبه هو اول شرط لتحقيق النجاح والتفوق فيه. الربح: بروفيت اذا لم يكن هناك عائد مادي بالعمل الذي تستمتع فيه فأنت حينئذ تمارس هواية وليس عملا او ما نسميه "بزنس". الهواية نمارسها من دون مقابل اما في العمل فلا بد ان نضع عامل الربح والخسارة في حساباتنا. هنالك حقيقة يغفل عنها الكثيرون من رواد المشاريع وهي ان المبيعات يجب ان تفوق النفقات من اجل تحقيق الربح. وفي هذا السياق، ينصح بلانكارد رواد الأعمال بعدم الاحتفاظ بمكاتب وبطاقات عمل فخمة ما لم تضمن عدة عملاء لأعمالك. عند التفكير في الربح يميل الكثيرون على خفض النفقات. صحيح ان ترشيد النفقات مهم ولكنه استنفاد سلبي للطاقة. يمكن استخدام الطاقة الايجابية من خلال التفكير في طرق جديدة لزيادة الايرادات من خلال ابتكار خدمات وبرامج جديدة يمكن بيعها للآخرين يحكي بلانكارد عن قصة حقيقية حصلت له فيقول: "عندما بدأت العمل انا وزوجتي ماجي كانت الطريقة الوحيدة للحصول على المال من خلال التواجد شخصيا امام المتدربين من الشركات لتقديم المحاضرات والدورات التدريبية. بعد فترة ادركنا بأن اجسامنا تتعرض للإرهاق وحلمنا في طريقة نكسب بها المال ونحن نائمين. ومن هذه الفكرة انطلقت المواد التعليمية السمعية والبصرية التي نبيعها. ثم قمت بالمشاركة في تأليف كتاب "مدير لدقيقة واحدة" وتوالت العديد من الكتب والمبيعات بالملايين. الناس: بيبول لن تنجح في العمل ما لم تساعد الناس وتكون عونا لهم. اذا كانت اعمالك هي حول نفسك فقط فسوف ترتد عليك سلبيا. معظم رواد الأعمال الناجحين يدركون بأن العمل هو ان تعطي اكثر مما تأخذ وان تسعد الآخرين وتسعد بسعادتهم. واذا لم تعتن بالعاملين معك وتسعدهم معك فكيف ستعتني بالزبائن الذين يحققون لك الربح والبقاء في العمل. فاقد الشيء لا يعطيه. العمالة الساخطة تخلق زبائن ساخطين وتؤدي في النهاية الى الفشل. اذا عاملت موظفيك خاصة الذين يتعاملون مع الزبائن مباشرة بأنهم مسئولون عن الشركة ولديهم الصلاحيات واستطعت ان تخولهم كل الامكانيات والمسئوليات فأنت ستجعلهم يحلقون مثل الصقور لا ان يرتجفوا مثل البط، كما يقول بلانكارد. الأولويات: برايوريتز قد يحب رائد العمل عمله ويعمل بجد لكنه قد يفتقد النظرة للصورة العامة من حوله وتضيع لديه الأولويات المهمة في حياته. عندئذ يعتقدون ان نجاح العمل هو كل شيء في حياتهم وتغيب عنهم الأولويات الأخرى مثل العائلة والدين والأقارب والمجتمع ويعتقدون ان قيمتهم تتمثل في نجاح العمل الذي يقومون به وآراء الناس من حولهم ويقيمون انفسهم بالمال الذي يجمعونه من العمل والسلطة والقوة التي يحصلون عليها. لا شك في اهمية المال والسلطة لكن تكمن المشكلة عندما تنسى من انت وما تفتقده في الحياة. الكرم هو نقيض تكديس وجمع الأموال. الكرم هو ان تخصص جزءا من ثروتك ووقتك وموهبتك للآخرين وتتشارك فيها معهم. ذات مرة سئل مدرب "دالاس كاوبويز" الاسطوري: كيف تحافظ على هدوئك وسط جنون كرة القدم الامريكية؟ فأجاب: "ذلك سهل لأن لدي اولويات: اولا يأتي ربي ثم زوجتي ثم اطفالي ثم يأتي عملي. اذا خسرت كرة قدم يوم احد فأعرف بأنه قد تبقى لدي الكثير من الأشياء التي احبها". للأسف يعتقد بعض الرواد الذين يحققون النجاح ان الربح هو كل شيء في حياتهم. وفي خضم الحياة المادية ينسون الأولويات الأخرى كالزوجة والعائلة والمجتمع وغيرها.اذا نسيت الاولويات في حياتك فسوف تحقق النجاح والمال والسلطة لكنك ستخسر ايمانك وعائلتك واصدقاءك. لا شك بأن ذلك خيار سيء. أخبار الخليج البحرينية