عندما نشرت وسائل الاعلام المحلية ومواقع الانترنت قبل أشهر التصنيف العالمي الاسباني للجامعات "ويبوماتركس" استمعنا إلى من شكك في الترتيب الذي وصلت إليه الجامعات الوطنية وتحديداً آراء جاءت من أساتذة في بعض الجامعات "تشكك" في الترتيب الذي اعلنه التصنيف، وركزت هذه الآراء على "جامعة الملك سعود" لأنها جاءت في المقدمة،حتى أصبح الأمر مثار أحاديث الصوالين واللقاءات، وقيل في تلك الفترة إن التصنيف العالمي اعتمد على معلومات موجودة في "الانترنت" تبثها كل جامعة دون التأكد من ذلك، ثم قبل أكثر من ثلاثة أسابيع أو أكثر جاءت شهادة من أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة عبر الفضائيات ولم تجد حقها من المناقشة في الصحف "شكك" فيها في بعض أنشطة الجامعة مما أكد الأمر وأعاد الناس لحديث التصنيف الذي وصل ببعض الجامعات السعودية إلى مواقع متقدمة..وفي أول هذا الشهر نشرت الصحف وتحديداً الجزيرة في 2-صفر-1430ه عن دخول جامعة الملك سعود في مجموعة افضل ثلاثمائة جامعة عالمية بتحقيقها المرتبة 292 بحسب التصنيف الاسباني وتحقيقها المركز الأول على مستوى العالم العربي والاسلامي والشرق الأوسط وافريقيا، والمرتبة 21 على مستوى آسيا وهو انجاز غير مسبوق للجامعات العربية والاسلامية، كما قال التصنيف وقد توقفت امام امر مهم وهو أن التصنيف ذكر بعض الجامعات السعودية في مراكز متقدمة لكن ذلك لم يكن مثاراً لأحاديث أو تعليق في الصحف وتحديداً "كتاب الرأي" والذين انتقدوا الموقع في المرة الأولى وقللوا من كفاءته واهتماماته، ومثال لذلك أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حصلت على 302 في الترتيب العالمي ،وجامعة الملك عبدالعزيز على 1203 وجامعة الملك فيصل 1712 ،والامام محمد بن سعود 1788 وأم القرى 2644 والملك خالد 2813 والاسلامية في المدينةالمنورة 4091. وكذا في التصنيف العربي بعد الملك سعود جاءت الملك فهد والملك عبدالعزيز والملك فيصل وجامعة الإمام وفي التصنيف للدول الاسلامية والشرق الأوسط الملك سعود الاولى والملك فهد الثانية،وفي التصنيف بدول الشرق الأوسط وافريقيا الملك سعود والملك فهد، بمعنى ان عدداً من جامعات المملكة ذكرها التصنيف في المقدمة وهو أمر يشعرنا بالغبطة والسرور والاطمئنان، وقد استمعت إلى حديث اذاعي في الاسبوع الأول من هذا الشهر من اذاعة البرنامج الثاني والذي استضاف الدكتور علي سعيد الغامدي وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية وكان الحديث حول التصنيف وتقدم الجامعة الأمر الذي يجعلنا "نصفق" لجامعاتنا حتى التي لم ترد في التصنيف، وربما عاد الأمر لمتطلبات التصنيف الأمر الذي لا تتحمل الجامعة واداراتها واساتذتها المسؤولية .. ان القفزة التي يشهدها التعليم العالي ممثلاً في الجامعات سواء ما شهدته من مشروعات أو بعض المزايا لأعضاء هيئة التدريس يجعلنا نطمئن على مستقبل التعليم الجامعي والشواهد كثيرة وقبل أن تعلن نتائج التقييم هذه. [email protected]