ما قدمته وتقدمه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لسوق العمل السعودية يعد مفخرة لا ينكرها إلا جاحد، كون ما قدمته يُعد من الأشياء التي تحس وتلمس، فتلك الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة التي استطاعت أن توجد وتفرض نفسها في سوق العمل، على رغم الحروب الشرسة التي يواجهها أولئك الشباب من العمالة الوافدة ومن رجال الأعمال كيف يعين مدير قوى عاملة، أو مدير شؤون موظفين، أو مشرف غير سعودي في القطاع الخاص، مما لاشك فيه أنه سيحارب أبناءنا لأنه يريد أن يستقدم أقرباءه. ومن يشك في قدرات أبناء الوطن خريجي وحدات المؤسسة من معاهد وكليات فعليه أن يزور شركة الاتصالات السعودية في مواقع العمل وفي الميدان وتحت أشعة الشمس ليشاهد بأم عينيه تلك السواعد التي تشكل 90 في المئة من العاملين بالشركة، كذلك أرامكو السعودية وشركة الكهرباء والمياه، إضافة للشرفاء من أصحاب العمل بالقطاع الخاص الذين أتاحوا الفرصة لأبناء الوطن للإبداع. إن وسائل الإعلام مقصرة في حق المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلا ما ندر من الكتاب الشرفاء الذين يمتدحون إذا كان الأمر يستحق المديح، وينتقدون للنقد نفسه لا بسبب الخلافات أو تصفية حسابات. فبلادنا مع الأسف الشديد أصبحت ملاذاً وورشاً تتعلم فيها تلك العمالة الوافدة غير المؤهلة وغير المدربة «الفاشلة» بمباركة من رجال الأعمال السعوديين. ما نطلبه من رجال الأعمال هو إعطاء الفرصة لشباب الوطن، بمنحهم الثقة ودعمهم بالتشجيع والثناء، كون المال الذي يتقاضونه نهاية كل شهر سيتم تدويره وصرفه داخل الوطن ليصبح من ابن الوطن وللوطن، أما العمالة الوافدة فإن ما تتقاضاه لا يتم تدويره، بل يذهب فوراً للخارج، فهل يرضيك أيها المواطن صاحب الشركة أن تمنح مالك لعامل وافد لا يفقه شيئاً بالمهنة أو الحرفة التي استقدمته لكي يعمل بها، أم تعطيه لمواطن مؤهل ومدرب وأمين ومخلص للوطن. ولنأخذ تجربة عمان مثالا، إذ نجد المهن الحرفية كافة يقوم بها شباب عمانيون حتى نظافة الشوارع والخدمة في الفنادق، عندما تفاعل رجال الأعمال العمانيون مع إصرار الدولة على تعيين المواطنين، فتخلصت السلطنة من العمالة الوافدة فارتفع اقتصادها واصبحت مثالاً يحتذى به في عملية التوطين. أما أنتَ وأنتِ يا أبناء الوطن فعليكما أن تقبلا بالعمل أياً كان نوعه، خصوصاً الذين لا يحملون الشهادات، اقبلوا ما يتناسب مع طبيعة وضعكم وأهم شيء الأ تكون عاطلاً ولا تلتفت للآخرين، فالعمل شرف لا عيب فيه، بل العيب هو أن تظل عاطلاً، أما أنت أيها الشاب وأنتِ أيتها الشابة غير المؤهلين فإن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تفتح ذراعيها بكل الحب لكي تؤهلكم بالوظيفة المناسبة من خلال الكثير من المسارات التدريبية التي تحقق لكم طموحكم لكي تصبحوا أعضاء فاعلين في وطنكم المعطاء. إذا أدركنا كل ما ذكر سنستطيع بمشيئة الله ان نودع تلك العمالة الوافدة غير آسفين بل سعداء بكم أبناء الوطن، لاننا سنتخلص من تلك الأعداد المهولة من العمالة الوافدة التي تغص بها شوارعنا وحاراتنا وتعمل بكل شيء، علماً بأنها لا تفهم أية شيء الا ما ندر فقط يريدون محاربتكم لأن بعض رجال الأعمال أتاحوا لهم الفرصة بالعمل أو من اشخاص تستروا عليهم في مقابل ريالات بسيطة تدفعها العمالة لذلك الكفيل المتستر بينما يكسب العامل الألوف من الريالات شهرياً. إن كل من ينتمي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني التي تؤهل وتدرب الكوادر السعودية يشعر بالفخر كما تفخر بذلك اية جهة أو اي موطن يدعم مواطناً أو مشروعاً كوادره سعودية 100 في المئة، فإلى متى ونحن نعيش تحت استغلال وخداع وتلاعب العمالة الوافدة، التي لو استمرت أيادينا مفتوحة لها على حساب تعيين ابناء الوطن فإننا سنعاني من تدهور في اقتصادنا واستمرار البطالة وتحول شبابنا لأدوات مدمرة بسبب البطالة، وعدم التقدير من رجال الأعمال الذين يجب أن يُلزَمُوا بتعيين أبناء الوطن بالأمر لا بالتودد والتمني، فالأماني لا تأتي بالتودد بل بالقوة، لأن وظائف الوطن لابناء الوطن، الا اذا كانت هناك وظائف نادرة لا يتوافر سعوديون لشغرها في القطاع الخاص، لا اعتقد ذلك، ساعتها لكل حادث حديث. محمد بن عبدالعزيز اليحيا - الرياض