نعم أمريكا دولة كبرى، ودولة قوية قادرة على تدمير العالم، وهي تفعل ذلك كل يوم ، إلا أن امريكا الرسمية بهؤلاء هي - اختلاقيا - اكذوبة كبيرة كشفت عنها وفضحتها المؤامرة لاحتلال العراق وتدميره خدمة لاسرائيل. اكتملت حلقة السقوط الاخلاقي او كادت، وانكشفت على نحو يصعب التستر عليها الارتبكات والجرائم التي قارفتها مجموعة المحافظين الجدد المتحالفة مع المسيحيين المتصهينين والدوائر المحيطة بهم الذين خرجوا على العالم بخطاب يفيض اخلاقية وتمسكا بالقيم بالديمقراطية واصرارا على فرض النموذج الامريكي السياسي والاقتصادي والقيمي بما هو نتاج لحضارة ورسالة ونهج اثبت نفسه في الصراع المحتدم الذي دار بين الاشتراكية والرأسمالية، والذي انتهى لصالح الاخيرة واضعا الولاياتالمتحدةالامريكية وحيدة على رأس العالم ما بعد الحرب الباردة، ومؤسساً لمدرسة تبشيرية ورسالية استطاعت ان تصل الى البيت الابيض في ظرف تاريخي غريب ومفاجئ، ساعدته احداث 11-9-2001م "تفجيرات نيويورك وواشنطن الارهابية" في وضع ايديولوجيته المتطرفة موضع التنفيذ، وطبعا من خلال تغطيتها بشعارات براقة مثل: الديمقراطية والاصلاح والشفافية والحكم الرشيد. والانتخابات وحرية المرأة، وطبعا محاربة الارهاب. سجل الفضائح الامريكية لاينتهي ، واذا اضفنا اليها الاكاذيب التي تم اختلاقها لتبرير الحرب الامريكية البريطانية العدوانية على العراق وكيف تنكشف الان الحقائق عن الكيفية التي عملت عصابة المحافظين الجدد على توفير المناخات والاجواء السياسية والدبلوماسية والاعلامية والنفسية - آخرها كتاب جورج تينت، رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية المستقبل "سي.اي.ايه" حقائق في عين العاصفة"، فإننا نكون امام سقوط اخلاقي وسياسي مدوٍ سببه جورج بوش وادارته والتي كشفتها ايضا فضائح مستشفى والتر ريد العسكري "الاسطوري في مكانته" من خلال الدعاية المهولة التي كان يروجها الامريكيون عن خدماته الراقية للعكسريين وعائلاتهم . انها عقلية الابتزاز التي مارستها ادارة بوش ضد العالم اجمع عندما غزت العراق وهددت بمزيد من الحروب ضد من يقول "لا" او حتى يعترض على سياستها العدوانية والاجرامية، وهي الآن تواجه الاساليب والمقاربات ذاتها، نموذج بائس مثقل بالفضائح ورثته ادارة اوباما وبدأت بتغييره . مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد هاتف : 6829052 فاكس: 6658393