حماية البيئة قضية أخلاقية واجتماعية وسياسية تقتضي مساهمات كل فئات المجتمع، إلا أن المسؤولية الكبرى تلقى على الشباب كعنصر منتج في المجتمع، حيث أنهم مستقبل الوطن ولقد تكلمنا عن الطفل و المرأة ودورها الهام في تعزيز ورسخ مفاهيم البيئة في أسرتها ويأتي ايضا في أهميه لا تقل عن دور المجتمع بالقيام بمسئوليته البيئية ومساهمة الشباب في هذا المحور الهام. فالشباب يمثل أغلبية سكان العالم وبإمكانهم المساهمة من خلال مشاركتهم التوعوية والتربوية إلى دعم الأدوار الاجتماعية للشباب من أجل تشكيل شخصياتهم لكي يكونوا أعضاء إيجابيين في المجتمع. وخاصة بما يتعلق بالمشاكل المحدقة بهم وبالبشرية جمعاء، مثل مشكلة التدهور البيئي إذ تردت أحوال البيئة إلى درجة أصبحت فيها حياة الإنسان مهددة بالخطر، ومن هنا تتعاظم مسؤولية النظام التربوي في إعداد الشباب الذي يجعل من مشكلة البيئة مشكلة مركزية وهذا من خلال تعليم الإنسان وتثقيفه، وتكوين الاتجاهات والقيم البيئية لديه وإذا كانت التربية البيئية والتثقيف البيئي ضروريان لكل البشر، فهما أشد أهمية بالنسبة للشباب، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل وأمل الوطن. واكتمال النضج بحكم تكوينهم الفسيولوجي والعقلي والنفسي في هذه الفترة من نموهم والتي ينبغي أن يستغل أحسن استغلال، في تطوير بيئة مجتمعهم المحلي وتفريغ طاقتهم في مشروعات بيئية نافعة لهم وللبيئة المحلية. توجد العديد من المنظمات الاجتماعية التي تعمل مع الشباب مثل مراكز الشباب والأندية الاجتماعية والثقافية والمدارس والكليات والجامعات في النشاطات الا صفيه، ومن خلال هذه الجهات، يجب العمل على حماية البيئة وتنميتها من خلال اكتساب الشباب المعارف، والاتجاهات والمهارات البيئية اللازمة لتحقيق ذلك، وكذلك تشجيعهم على المشاركة الفعالة في برامج ومشروعات حمايتها كإقامة المسابقات حول موضوع البيئة والدورات التدريبية التوعية بأهمية اليوم العالمي للبيئة واستغلال أوقات الفراغ واستخدام طرق التدعيم الايجابي للحد من الآثار السلبية للسلوك البيئي, كترشيد استخدام الطاقة أو الإقلاع عن التدخين أو الضوضاء. فالأمم المتحدة وضعت برنامجا استراتيجيا للبيئة وهدفها هو خلق اتجاه عالمي يتمكن من خلاله الأطفال والشباب من المشاركة بفعالية في الأنشطة البيئية، حيث تنشد تقوية، وحث، وتمكين دمج الأطفال والشباب في التنمية المستدامة. و تنشئة جيل من مواطنين لديهم وعي بيئي يمكنهم التأثير بإيجابية في عمليات صنع القرار وتحمل المسؤولية. وقفه: يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: فلنبادر باستثمار وقت الشباب بما يحمي مستقبلهم ويعزز انتماءهم عن طريق حبهم لبيئتهم وخلق جو يعود لهم بالمكاسب والنفع في حياتهم المستقبلية من خلال العمل البيئي. [email protected] *أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة