إن أهم ما يميز هذا العصر ثورته العلمية والتكنولوجية مما أثر في إحداث خلل وتدهور في عناصر البيئة ومكوناتها المختلفة وشكل خطرًا كبيرًا على الحياة فيها، الأمر الذي دعا إلى الاهتمام بدور التربية للتصدي لمشكلات البيئة والحد منها والتغلب عليها.واتجه الاهتمام إلى مرحلة ما قبل المدرسة لأنها المرحلة الهامة التي يتشكل فيها وعي الطفل ومدركاته ومفاهيمه وسلوكياته وعلاقاته بالبيئة من حوله وعلمه بالحقائق عنها.وتمثل الطبيعة من حول الطفل البيئة التي يتعرفها ويتعلم منها الحقائق والمعارف. بالإضافة إلى المنزل والمدرسة والمناطق المجاورة التي تشكل أجزاء في بيئة الطفل وهي تؤثر على حياتهم وتزودهم باحتياجاتهم الأساسية وتساعدهم على النمو الفكري ليفهموها من خلال الأنشطة المتنوعة التي تساعد الطفل على فهم بيئته والكشف عما يحيط بها من ظواهر طبيعية أو من صنع الإنسان، وبناء الثقة في مقدرة الطفل على التفاعل البناء مع البيئة والتعاون على حل مشكلاتها. ويتعلم الطفل عن البيئة من حوله من خلال الخبرة المباشرة عن طريق الحواس والمدركات الحسية والتعلم بالاكتشاف واختبار الأشياء، وذلك عن طريق اصطحاب الأطفال في رحلات وجولات ميدانية للحدائق والمزارع لتتهيأ لهم الفرصة للملاحظة والمشاهدة عن قرب وجمع العينات واكتشاف العلاقات بين عناصر البيئة للإجابة عن أسئلتهم.ومن الأهمية أن يشاهد الطفل الطبيعة والبيئة من حوله ومن خلالها سوف يتعلم المبادىء الأولى للتربية البيئية في أنشطة للروضة متكاملة ومترابطة وبرامج منظمة وتدريبات تدور حول مراكز اهتمامات الأطفال، والأطفال عن طريق ملاحظاتهم واكتشافهم للبيئة من حولهم، يمكنهم أن يتعلموا كثيرًا من المهارات والاتجاهات: 1. يمكن للأطفال أن يتعلموا احترام كل مخلوق في الطبيعة، سواء كان نملة أو إنساناً. 2. يمكن للأطفال أن يبدأوا باحترام حقوق غيرهم من الناس وامتيازاتهم في بيئتهم فيمكنهم أن يطوروا بالتدريج الوعي والإدراك بأن الطبيعة تخص كل فرد وليست ملكًا لأحد. ويؤكد علماء التربية أهمية النشاط الذاتي للطفل عند تقديم موضوعات التربية البيئية له، والمشاركة الفعالة والاندماج والاستمرارية لتنمية حاسة الاهتمام والالتزام بمشاكل البيئة وتكوين اتجاه الانتماء للبيئة في وجدان الطفل كسلوك ينبع من ذاته. *وقفة: يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: يعيش في العالم اليوم كما ذكرت تقارير هيئة الأممالمتحدة أكثر من 600 مليون طفل دون الخامسة. وهم يمثلون مستقبل هذا الكوكب كما يمثلون طاقات بشرية لا حّد لها. بيد أنه ما من أحدٍ يستطيع المحافظة على حق هؤلاء الأطفال في الحياة سوى الأمهات اللائي يتمتعن هن أنفسهن بصحة جيدة والقادرات على توفير بيئة صحية ونظيفة ومأمونة لهؤلاء الأطفال. وتوخياً لإحراز هذا الهدف. [email protected] استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة