من منا لا يغضب ؟ فتلك طبائع البشر , تتفاوت من إنسان لآخر , وحسب مقدرته في كبح جماح غضبه, لم هذه التعليقات على سمو الأمير سلطان بن فهد في الإنترنت وبعض وسائل الإعلام بعد المداخلة التي أجراها سموه مع برنامج "في المرمى", أليس سموه بشرا مثلنا , أم أنه مخلوق ثلجي لا يتأثر بمحيطه ,عرفناه في رعاية الشباب منذ 17 عاما ولم نري منه أي تصرف يعكس غضبا داخله , في أصعب الظروف وأحلك الأوقات , بالرغم من عظم المسئولية الملقاة على عاتقه , ألا يحق له مرة في حياته أن ينفعل ,يحتج أو يتذمر أو يلوم أو يعاتب , هل خسارة المنتخب بعد ذلك الجهد الكبير والمال الكثير سهلة , أي مواطن عادي لديه حد أدني من المواطنة يجد نفسه محتقنا بعد هزيمة المنتخب فكيف بالمسئول الأول , ثم ما الذي قاله , هل كان طلبه من المدرب جاسم الحربي أن لا يتكلم عن شئ لا يفقه فيه , وأن عليه الصمت , هل هي شتيمة , وأن المصيبيح عمل أكثر منه 100 مرة وأدى عملا أفضل منه بمليون مرة , تلك مقارنة على مستوى الأداء , و دفاعه عن أحد الكوادر المخلصة والكفاءات الناجحة ليست عيبا , ثم أن الأمير لديه وجهة نظر في ذلك فمن هو الحربي لينتقد المصيبيح بكلامه السئ. لا أحد يستطيع أن يقيم أداء المصيبيح تقييما عادلاَ إلآ الأمير نفسه , فهو من يرسم السياسة العامة ويضع الأهداف والخطوط العريضة , ثم تأكيده لنفس الموضوع مع الكابتن عبد الرحمن الرومي , أنه إنسان لا يفقه , ويجب أن لا يتحدث عن أمور لا يفقه فيها , فهذه حقيقة , الإنسان عندما يريد أن يناقش موضوعا يجب أن يفقه فيه وإلآ فالصمت خير له , ومع فيصل أبو ثنين كانت براعة الأمير في الإدارة بالأهداف والتي تقوم على تقييم النتائج فأحد الأساسيات عند تقييم أي عمل , " الأهلية" وفاقد الشئ لا يعطيه , وهذا ما قصده سمو الأمير عندما قال يا فيصل : أنت لا تقيم نفسك حتى تكون مؤهلا لتقييم غيرك , و قد بدا الأمير متأسفا من نقاشهم متأثرا من أسلوبهم عندما قال: نحن نعمل ليل نهار وأنتم من خلال التليفزيون تهاجموننا , مما دفع سموه لإنتقاد مقدم البرنامج علي الزهراني كونه أعطى الفرصة لمهاجمة المنتخب على حد قول سموه , فبعد هذا الجهد الملموس والعمل الدؤوب المتواصل والمستمر وبعد أول إخفاقه يتم نكران كل تلك الإنجازات. إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله , وإذا ما كان من ثمة نقد فيجب أن يكون نقدا بناء , وأخيرا وجه الأمير حديثه لكل من في الأستوديو قائلا : إذا ما تربيتوا ربيتكم , تحملتكم كثيرا ولكنكم لم تقدروا عملنا , عتاب جميل من أب يحمل مرارة وأسى بكل ما فيها من معان إلى أبنائه الذي مازال يكن لهم الحب والحنان , ويعطف عليهم ويريد أن يربيهم على ثقافة الشكر فبالشكر تدوم النعم , فلا يمكن أن يسدى لك إنسان خدمة أو معروفا أو أن يقوم بعمل ولا تشكره على هذا , ورغم ذلك كله وما حصل من هؤلاء الأخوة ظهر الأمير على قناه العربية في إتصال هاتفي متسامحا متحليا بهدوئه المعتاد و بشجاعة الفرسان أكد للملأ بأن المنتخب في النهائي لم يقدم المستوى المأمول , وعندما قام مقدم البرنامج الزميل بتال القوس بسؤال إفتراضي لسموه بأن الأغلبية لو رأت أنك أخطأت هل تعتذر والإعتذار من شيم الكبار , فكان رد سموه وبكل تواضع "أن أي إنسان في الدنيا يعتذر , لكن لماذا حد الأنسان على هذا الشئ , 90% من الكلام في التحليل غير صحيح" . صحيح صدق القائل بقوله أن "الكبير كبير" [email protected] - فاكس 6602228 02