ترك الرئيس جورج الثاني (دبليو) بوش الرئاسة،ولا يزال ما تركه من ارث رئاسي تتردد اصداؤه حينا بعد حين، ويأتي في مقدمتها زلات لسانه، وسقطاته اللغوية، وستظل راسخة في ذاكرة التاريخ الامريكي، فعشية انتخابات الرئاسة في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2000م التي فاز بها بوش بعد اجراءات قضائية مطولة لم تحدث قط في التاريخ الامريكي بأسره. فسر (بوش) اول انتصار له من خلال احدى محطات الحملة الانتخابية في ولاية اركنسا (اركانس) بعبارة مثيرة، لقد هونوا من شأني على نحو خاطئ! وثمة عبارات وجمل والفاظ غريبة يصعب ان تصدر من رئيس دولة كبرى كالولايات المتحدةالامريكية، ففي اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ عام 2007م الذي عقد في مدينة سيدني في استراليا، وصف (بوش) المنتدى بقمة (اوبك)، وهي اختصار لمنظمة الدول المصدرة للنفط بدلا من قمة (ابيك) اختصارا لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ! وفي وقت لاحق وصف (كيف) ان رئيس الوزراء الاسترالي (جون هوارد) زار القوات (النمساوية) بدلا من القوات (الاسترالية) في جمهورية افغانستان. وفي ختام (القمة)، وعند التقاط صور جماعية للقادة المشاركين في المنتدى امام دار اوبرا سيدني الشهير راح عشرون زعيما يلوحون بأيديهم (اليمنى) كما طلب منهم الاّ (بوش) الذي كان يقف عند احد الاطراف ملوحاً بيده (اليسرى). وفي مؤتمر الحزب الجمهوري عام 2004م اعترف (بوش) نفسه بعدة سقطات اذ قال: الناس يضطرون احيانا لتصحيح انجليزيتي! واضاف: وادركت ان لدي (مشكلة) عندما بدأ (ارنولد شوارزينجر) في عمل ذلك! وفي جانب العلاقات مع الدول العربية والإسلامية تعد فترتي رئاسة بوش من اسوأ علاقات عربية وإسلامية في تاريخ العلاقات الأمريكية مع بلدان العربي والإسلامي على وجه الخصوص، فقد دخل (بوش) في حربين في افغانستان والعراق. الهدف من الحربين الحفاظ على (أمنْ اسرائيل)، ومن دفع الى شنها (اليهود) الصهاينة الذين يهيمنون على القرار السياسي الامريكي، ويظهر - بكل جلاء - ان الاجراءات القضائية (المطولة) التي جرت عشية انتخابات الرئاسة في فترتها الاولى في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2000م سببها طول فترة (المساومة) والابتزاز اليهودي بين المضي قدما في فوز بوش بكرسي الرئاسة وبين الالتزام بشن الحربين على العرب والمسلمين لاضعافهما، العرب بعدم المطالبة بكامل فلسطين، والمسلمون للحد من الصحوة الاسلامية وانتشارها في اصقاع المعمورة، بالاضافة الى وقف دعمهم لقضية فلسطين بشريا وماديا وعسكريا، وكل الاعمال الإسلامية الخيرية في انحاء العالم سواء في بناء المساجد او دعم الايتام والارامل والفقراء ليسهل على النصارى واليهود في استقطابهم الى جانبهم بدلا من دخولهم في الإسلام الذي اصبح يتزايد من دخول اصحاب الديانات والمذاهب الاخرى، واتهامهم بهجمات 11 سبتمبر 2001 التي لم يكشف النقاب عنها حتى اليوم بما في ذلك صندوقا اصطدام الطائرتين ببرجي التجارة العالمي في نيويورك. ولتعويض خسائر الحربين على العراق وافغانستان افتعل اليهود ازمة مالية في داخل الاقتصاد الامريكي وخارجه تعد اسوأ حالات يمر بها منذ عقود. ويعود نجاح بوش في فترتين رئاسيتين الى نجاح الادارة الامريكية في عهد بوش في خوض حربين هدفها امن اسرائيل، وتلطيخ سمعة العرب والمسلمين في العالم التي اطلقوا عليها - زورا وتزييفا- بالحرب على الارهاب غايته اضعاف العرب والمسلمين حتى لا يتمكنوا من مقاومة كيان جنرالات الحركة الصهيونية العالمية في فلسطين العربية المحتلة، ووقف المطالبة بعودة فلسطين كدولة ذات سيادة واستمرار بقاء الكيان الصهيوني ككيان استعماري الى الابد، وما عرفوا ان هناك دولاً كبرى كانت تحتل بلداناً كالجزائر وناميبيا وجنوب افريقيا رضخت لارادة الشعوب المقاومة بالجلاء عنها، والغريب مطالبة الشعب الفلسطيني بوقف مقاومته لسلطات الاحتلال الاسرائيلي، ومباركة - بكل اسف - بعض الانظمة العربية، باقامة سلام اقتصادي - لا سياسي - لادخال الطمأنينة والامان لشعب عنصري لا مكان له في وسط توحده اللغة والدين والقيم والاخلاق والمثل.