قضى جورج دبليو بوش في الرئاسة فترة ولايتين متتاليتين، وهي الفترة الاقصى التي يسمح بهاالدستور الامريكي لمنصب الرئيس تعد من اسوأ فترتي رئاسة في التاريخ الامريكي بسبب انخراطها عسكرياً في العراق وافغانستان,، والدعم اللامحدود للارهاب الاسرائيلي في فلسطين العربية المحتلة، وسياسياً تراخت ف جهودها في الحفاظ على السْلّم العالمي، ومكافحة الفقر والظلم، ومحاربة الاحتباس الحراري، وركزت في الحرب على المقاومين لسلطات الاحتلال في فلسطين والعراق وافغانستان والصومال، واقتصادياً اندلاع الازمة المالية وهي ماثلة للعيان، وفي اعقاب انتخابات الرئاسة الامريكية طلب حزبه "الجمهوري" ان يلزم الصمت، والابتعاد عن مرشح الحزب "جون ماكين" الذي كان في كل مرة يلتقي فيها بوسائل الاعلام المختلفة وبالتجمعات الانتخابية يعلن بصراحة تامة: لست أبداً جورج بوش! كما انه في يوم التصويت لانتخابات الرئاسة في 2008 لم يظهر "بوش" من الادلاء بصوته شخصياً، وانما اكتفى بارسال صوته لصالح ماكين عبر البريد بدلاً من الادلاء بصوته شخصياً في أحد مراكز الاقتراع بولاية تكساس! ويعد "بوش" من أقل السياسيين شعبية داخليا وخارجياً ، فقد اشارت صحيفة نيويورك تايمز في استطلاع لها لقياس شعبيته ، فلم تجد صنواً له في التاريخ الامريكي ! أقل الرؤساء الامريكيين شعبية في التاريخ! ولم أزل اتذكر عشية دخول جورج بوش البيت الابيض في 20 يناير "كانون الثاني" 2001م ماجاء في استهلالية كلمته التي خاطب بها الشعب الامريكي عبر التلفزيون، هذا نصها: "اخواني الامريكيين، أخيراً وصلنا إلى نهاية تلك الحقبة السوداء في التاريخ الامريكي التي ستعرف باسم حقبة كلينتون، ثماني سنوات تميزت بتوسع اقتصادي غير مسبوق وسلام مستمر وراء البحار . الآن حان وقت - فترة رئاسته - أن نضع كل هذا وراءنا! ووعد بوش في الخطاب الذي استغرق اربعين دقيقة بانهاء "الجفاف" الشديد في الحروب الذي ابتليت به البلاد في عهد كلينتون، وطمأن المواطنين _ آنذاك - إلى أن الولاياتالمتحدة ستخوض حرباً واحدة على الأقل من مستوى حرب الخليج في السنوات الاربع المقبلة! واشار بوش: صدقوني، عندما أقول أننا سنحارب طرفاً ما - المقصود بالطبع صدام حسين - خلال ادارتي! واضاف: أنه سيزيد الموازنة العسكرية 250في المائة، فبعكس سلفي، - اي بيل كلنيتون - أنا ملتزم كلياً بوضع "الجنود" في حالة قتال، وإلا فما فائدة ان يكون عندنا عسكر! - اكرر- أنا ملتزم كلية بوضع "الجنود" في حالة قتال ، وإلا فما فائدة أن يكون عندنا عسكر! وفي الجانب الاقتصادي تعهد "بوش" ان يعيد أيام التراجع الاقتصادي بفرض خفض كبير في الضرائب يؤدي إلى انكماش يوجب زيادة "الضرائب" ما يقود إلى هبوط الانفاق الاستهلاكي، وخسارة وظائف لتعميق الانكماش الاقتصادي ! وسرعان ما تأرجح مؤشر "داو" جونز كثيراً بمجرد رد ول سترريت wallstreet على الخطاب قبل ان يقفل بأكبر هبوط له في ثمانية عشر شهراً. كما أن مؤشر "نازداك" قد هزته "التوقعات" القاتمة لأسهم شركات التقنية "التكنولوجيا" سنة 2001م "1401ه" وسقط سقوطاً حاداً، فخسر "4.4" في المائة من اجمالي قيمته بين الثالثة بعد الظهر وموعد اغلاق السوق. وسئل بوش عن تراجع قطاع التقنية، فاجاب: هذا ليس مجال خبرتي! وفي مجال البيئة، وعد "بوش" بأنه يفعل كل مايطلب منه لوقف التخريب الذي مارسته ادارة كلينتون في المحمية القطبية الطبيعية ، وتعهد بتنفيذ وعد الانتخاب لهم بفتح 1.5 مليون فدان من الشواطئ المحمية للتنقيب عن النفط ! ووعد بوش النساء ان يخرج قريبا من عصور "الظلام" إلى زمن "النور" بحق المرأة في أن تفكر بحرية قبل ان تحاول شق طريقها وسط مظاهرات احتجاج تسد مداخل عيادات الاجهاض! وختم بوشه خاطابه : يجب علينا كشعب ان نقف متحدين لاتقسم هذه الأمة إلى قسمين،وهناك عمل كثير امامنا، فالهوة بين الأثرياء والفقراء قد تكون واسعة ، إلاّ أننا نريد أن لا تتسع أكثر، فعلينا تبديد "الفائض" المالي باصدار اعفاءات ضريبية للخسم عشرة في المائة الأكثر ثراء من المواطنين ، ثم يجب علينا أن نجد عدواً - وهم المسلمون والعرب الذين تمكنوا بقوة ايمانهم ان يسقطوا الحكم الشيوعي في افغانستان عن طريق زعزعة الثقة في نفوسهم، ووقف ومراقبة دعمهم لبعضهم البعض سواء عبر المصارف او الحكومات الاسلامية ذاتها - ونهزمهم! واضاف بوش: الجنون انتهى، وبعد ليلة طويلة من السلام والاستقرار ، عادت الشمس لتشرق على أمريكا، فنتوقع فجراً جديداً لم نره منذ ايام والدي - يقصد جورج بوش- المجيدة! وباستقراء فترتي رئاسة بوش منذ عام 2001 حتى عام 2008م تشير إلى أنها من اسوأ فترتي رئاسة في التاريخ الامريكي كله سواء في الجانب السياسي أو الجانب الاقتصادي.