في سابقة هي الأولى من نوعها حضر أربعة من الحاخامات اليهود الندوة التي نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصريين مساء الاربعاء حول القافلة الثانية التابعة لمنظمة "فيفا فلسطين"، التي ستعبر إلى غزة عن طريق رفح المصرية. الحاخامات الأربعة الذين علقوا شعارات مكتوب عليها "يهودى وليس صهيونيا"، هم أعضاء في حركة "يهود ضد الصهيونية"، وهم أمريكيو الجنسية يناهضون الدولة الإسرائيلية. وهاجم ديفيد وايس – المتحدث باسم حركة يهود ضد الصهيونية – الصهيونية الإسرائيلية، واصفا إسرائيل بأنها دولة غير شرعية تبتعد عن مبادئ وتعاليم الديانة اليهودية. وأضاف أن إسرائيل نموذج صارخ للوحشية والعدوان ضد الإنسانية، متهماً إياها باستخدام الديانة اليهودية لسرقة الأراضي الفلسطينية من أهلها، حيث يزعم الإسرائيليون أن السبب الرئيسى لصراعهم مع الفلسطينيين هو كراهية المسلمين لليهود، على عكس الحقيقة. وأكد "نحن هنا باعتبارنا ممثلين حقيقيين للديانة اليهودية لكشف الحقيقة بأن إسرائيل كذبة كبيرة مسماة بالصهيونية". كما أعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية لأنها مثال حقيقي للتسامح والمشاعر الطيبة. وكشف عن إرسال يهود فلسطين وثيقة إليهم تؤكد أنهم ضد ظلم إسرائيل وبطشها، مناشدا الرئيس مبارك بأن يسمح بفتح المعبر أمام أهالي غزة ليتحرروا من الحصار المفروض عليهم، رافضا مناشدة إسرائيل بفك الحصار لأنه لا يعترف بها ككيان ودولة رسمية. ومن جانبه، أكد محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات، بأنه لا يوجد بين المسلمين واليهود عداوة، ولكن المعاداة هي للحركة الصهيونية، قائلا "نرحب بالوفد الأمريكي وبالرئيس الجديد باراك أوباما وبسياسته تجاه فلسطين". أما جورج جلاوي، النائب في مجلس العموم البريطاني ورئيس منظمة فيفا فلسطين، الذي بدأ كلامه ب "بسم الله الرحمن الرحيم"، فاتهم البريطانيين بأنهم السبب وراء المأساة الإنسانية التي يعيشها أهالي فلسطين نتيجة لوعد بلفور للصهاينة لإعطائهم أرضا لا يملكونها. كما ألقى باللوم على سياسة الولاياتالمتحدة، خاصة في فترة رئاسة جورج بوش، الذي وصفه باللغة العربية بكلمة "مجنون"، معربا عن تفاؤله بإدارة الرئيس الحالي باراك أوباما الذي يعتبر أن الوضع في فلسطين أمر غير محتمل.. قائلا "نحن كحركات مناهضة لإسرائيل والصهيونية نشكل جزءا من الائتلاف الواسع الذي أوصل أوباما للحكم". وطالب الرئيس الأمريكي بأن يتحول حديثه حول القضية الفلسطينية إلى خطوات عملية في أقرب وقت. كما انتقد جلاوي الحكومات العربية في تخليها عن القضية الفلسطينية، موجها رسالة إلى العالم كله بأن الشعوب الإسلامية والأمريكية ليس بينها عداء. مطالبا السلطات المصرية بأن تتعاون معهم لإدخال المعونات لأهالي غزة. يذكر أن القافلة الأمريكية تعد ثاني قافلة إلى غزة تضم العديد من الأمريكان من أصول مختلفة وديانات متعددة، وينوي القائمون عليها تنظيم قوافل أخرى تخرج من روسيا والصين وفنزويلا.