قالها خادم الحرمين الشريفين ووصفها بعصابة مجرمين .. وهي بالطبع خرجت عن مسماها كحرب إلى إبادة وإجرام ووحشية. لم نجد في هذا الهجوم الغير مبرر تسمية أو صفة تصفه بالحروب غير أنه تصرفٌ إجراميّ وغير إنساني تجرّد من الأخلاق والقيم والمبادئ التي تدّعيها إسرائيل. وكذلك خرج عن مسمّى الإنسانية والحقوق والنظم لأنه استعمل الأسلحة المحرّمة دولياً.. ولم يذعن أو يتوقف لصدور القرار وكأن لا قيمة للقانون أو الإنسان. فجميع المنظمات الدولية وقفت للأسف تتفرج على مجزرة غزة فهي ضد مدنيين عزل من السلاح. كانت تأتينا صورٌ فضائية هي عبارة عن رسالة يسجلها التاريخ لزمن الانفلات والفوضى والضعف والإنشقاق فهذا الانكسار والصمت والتواطؤ والتخاذل عن نُصرة شعبٍ مسلم أعزل ومحاصر ومعدم ومجوّع لا يدلُ على شعورٌ أو إحساسٍ أو مسئولية لدى الآخرين. هذه الرسائل الإعلامية تصلنا يومياً في كل ساعة تُوضح للرأي العام العالمي مساوئ وضراوة تلك العصابة الإجرامية على شعب غزة. ما يحدث في غزة يتكرر في أماكن أخرى من العالم إذا لم تستطع المؤسسات الدولية أن تضرب على يد أولئك الذين يحولون حروبهم إلى جرائم ووحشية ضد البشرية، وبعد وقف القتال الدامي وقفنا على أطلال غزة لنرى أثر هذه الحروب الإجرامية الدامية وتابعنا التواطؤ الغير مبرر من قبل الدول الصديقة لإسرائيل. الكل منهم التزم الصمت والاكتفاء بالتفرج والتشفي رغم أن الرأي العام والشارع الغربي بدأ يتحرك ضد هذه المحرقة التي أرادتها إسرائيل وقادتها على الشعب الفلسطيني الأعزل. ونتساءل أين الحرية وأي حقوق الطفل والإنسان عموماً. أين الديموقراطية والمنظمات الدولية. أين مراقبي الحروب الدوليين من هذا الزلزال الإسرائيلي. هل بعد ذلك نُريد من الفلسطينيين أن يعيشوا جنباً إلى جنب في دولتين مع إسرائيل الإرهابية؟ إن إسرائيل لم تدع أي فرصة للتعامل الإنساني المُنصف مع شعب فلسطين. نحن بعد حرب غزة اليوم نُنادي بالحرب الفكرية والإعلامية ونُطالب الانفتاح على العالم الغربي جميعه دون استثناء مزودين بصورٍ وأفلامٍ وعباراتٍ مؤثرة في الرأي العام الدولي مستخدمين المسرح العربي وبراعته في الخروج من عزلته وتصوير الوضع الفلسطيني وتجويعه وعزلته وبؤسه أمام الدعايات الإسرائيلية.. فالحروب الفكرية اليوم أكثر تأثيراً في الرأي العام الدولي من ذي قبل ولم تعد الحروب اليوم هي القوة الوحيدة الحربية القتالية الميدانية. ولكن الحروب في هذا العصر تعتمد على الفكر والإعلام والثقافة واستخدام الوسائل التكنولوجية والتقنية كوسائل إقناع وتوضيح للمناظر الدامية التي وقعت على أرض فلسطين مع إيضاح مواقعها وتواريخها ومُدنها وأماكن وقوعها. فنُطالب الشعب الفلسطيني بالخروج من قوقعته واستخدام الوسائل الفكرية والإعلامية والمسرحية في شتى بقاع الأرض وخاصةً الدول الغربية لوضعهم أمام مسئولياتهم الإنسانية. أقول أن هذه الحرب كشفت الكثير لشعوبنا العربية من انشقاق وبعد وتناحر وتواطؤ وانكسار بين شعوبنا.. نريد المزيد من الإعلام المنفتح والموجه والقادر والبارع على تصوير وضعنا للرأي العام الدولي.. وحتى نقدم خطوة ثابتة قويّة نحتاج إلى تكرار المساندة المالية ورصد الأموال والمتابعة لهذه القضية العربية الإسلامية وهي قضية العرب والمسلمين وليس المشاركة الوجدانية عن بُعد عند وقوع الجريمة. فالتوحد واستخدام العقل والفكر وأساليب الحروب العصرية والتخطيط والبرمجة تضعنا أمام مسئولياتنا تجاه أجيالنا القادمة. وماذا قدمنا لهذه الأرض المقدسة طوال عقودٍ مضت من حروبٍ فكرية وثقافية وجهود وأموال لاسترداد الحق الأول المغتصب. إننا في انتظار استنتاجاتنا الفكرية من خلال هذه الحرب وماذا سوف يحدث بعد حرب غزة. فهل كما ارتدينا شعار فلسطين ووضعناه في أعناقنا وفوق صدورنا نستطيع أن نضع قضية فلسطين في قلوبنا.