بعد غياب طويل للجار يعقوب، ظهر في لقاء الأمس ليبدي خجله مما يقوم به الصهاينة في فلسطين من حرب إبادة لكل مخلوقات الله فوق تراب غزة الطاهر، وليقول بأن المؤمنين بالتوراة - كما نزلت على سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام - لا يقرون هذه التصفية العرقية، ويشمئزون منها ، ناهيك عن معارضتهم لمبدأ الدولة اليهودية ، فوطن اليهودي حيث مصدر رزقه الآمن، وقد كان اليهود آمنين مطمئنين في شرق العالم القديم و غربه ، وفي كافة الدول العربية والإسلامية ، إلى أن قامت الحركة الصهيونية بالدعوة إلى وطن قومي لليهود وهي في الأصل دعوة إلى تمكين فئة منهم في التحكم بمقدرات العالم . تدخلت رشا في الحديث بقولها أن معرفتها بتعاليم الإسلام محدودة ، إلا أنها سمعت من والدتها آية من آيات القرآن الكريم فيها : "ألا تزر وازرة وزر أخرى" ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن بوسع جارنا السنيور يعقوب أن يساهم في حملة الإغاثة لضحايا حرب التصفية في غزة ، وقدمت له قائمة بالأدوية والأجهزة الطبية كانت قد حصلت عليها من مركز الإغاثة عند بوابة رفح التي وصلتها الأسبوع الماضي مع زميلات لها لتقديم العون والمساعدة في مستشفيات القطاع المنكوب وحال إغلاق البوابة بينهم وبين مواصلتهم الطريق إلى غزة ، فاكتفت ومن معها من الصحب بتقديم ما كان معهم من أدوية لواحد من المراكز الطبيبة العديدة التي انتشرت بالقرب من البوابة لتقدم الإسعاف الطبي العاجل لمن تمكن من مغادرة جحيم الحرب في القطاع وعادت إلى مدريد لمواصلة الجهد والعون . تحدث والد رشا عن أسلحة الفوسفور الأبيض التي تستخدمها القوات الإسرائيلية لإبادة الفلسطينيين وقال بأنها من أبشع الأسلحة ولا يماثلها في القتل والدمار إلا القنبلتين النوويتين اللتان ألقيتا على هيروشيما و ناغازاكي لإرغام الشعب الياباني على رفع الراية البيضاء إن لم تكن أكثر منهما فتكا وتدميرا. وقالت أم رشا بأن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء مهما طالت المعاناة وإن فقد ألفا أو ألفين أو أربعة من أبنائه، فالمرأة الفلسطينية ولادة وستعوض بالأضعاف. وجاءت مداخلة الجار يعقوب لتقول بأن ما جاء عن اضطهاد النازيين لليهود ومنها حرق الآلاف من بني ملتنا في الأفران لا يزال موضع تساؤل ، وكل ما بأيدينا هو كتب و وثاثق وصلتنا من الجانب المنتصر في الحرب العالمية ، أما ما جرى في قطاع غزة من حرب إبادة عنصرية فهي موثقة لحظة بلحظة بالصوت والصورة ، وبعد ان توقفت المعارك، راينا من إجرام الصهاينة ما يندى له جبين كل إنسان على ظهر هذه الأرض، وسيسجل التاريخ بأن شعب غزة البطل صمد صمودا عظيما ، وما شاهدناه على شاشات التلفزيون ما هو إلا مسلسل من مسلسلات الرعب أخرجته هوليوود، وهذا أمر له ما بعده. وتحدث راهب الكنيسة عن مظاهرات الغضب التي عمت المدن الأسبانية ومنها مدريد ، وأن علم فلسطين قد رفع فوق مجسم الحصان في ساحة سيبيلس ، وقال إن شعوب العالم وهي تخرج إلى الشوارع بمظاهرات الغضب تقوم بأضعف الإيمان، وعلى القادة بذل الجهد لوقف هذه الحرب القذرة واتخاذ ما يلزم من إجراءات للجم إسرائيل عند حدها من أجل سلام العالم وكرامة بني آدم ، وأول هذه الإجراءات إحالة حكومة إسرائيل وقادتها العسكريين إلى محكمة دولية كمجرمي حرب، فالله المحبة، ومن يحب الله ويتقيد بتعاليمه عليه إشاعة المحبة ومحاسبة من ينشر الرعب والذعر في قلوب المؤمنين بالله. وعد الجار يعقوب بتأمين ما في قائمة رشا من أدوية وأجهزة طبية و على وجه السرعة. وافترقنا على أمل تحقيق العدالة الدولية.